الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> تصدت لو شك البين من جفوة الصد >>
قصائدابن دارج القسطلي
- تصدت لو شك البين من جفوة الصد
- وحلت قناع الصبر عن زفرة الوجد
- وألقت إلى حكم الأسى عزة الأسا
- فنم بما تخفي تباريح ما تبدي
- وأسفر ريب السخط عن صادق الرضا
- ولاح هلال الوصل من مغرب الصد
- فوشكان ما لفت قضيبا بقاضب
- وأدنت نجاد السيف من مسلك العقد
- وهب غليل الشجو في غلل اللمى
- وسال جمان الخد في يانع الورد
- فجرعت حر الشوق من برد الحيا
- وزودت مر الصاب من ذائب الشهد
- وقالت وتوديع التفرق قد هفا
- بصدر إلى صد وخد إلى خد
- عسى قرب ما بين الجوانح فألنا
- لمجنى ثمار القرب من شجر البعد
- فسبقا إلى ذي السابقات برحلة
- تلوح بنجم العلم في مطلع السعد
- إلى الحميري العامري الذي به
- غدت حرمة التأميل وارية الزند
- إلى ملك ملء الرغائب والمنى
- وملء نجاد السيف والدرع والبرد
- وملء مكر الخيل في حومة الوغى
- وملء رداء الحلم في مشهد الحمد
- ومؤتمن لله مستحفظ له
- لما ضاع من حق وما خاس من عهد
- تجلى لنا في مطلع الملك فانجلت
- به ظلمات الغي في سبل الرشد
- فأعلق سيف النصر في عاتق العلا
- وأثبت تاج الملك في مفرق المجد
- وأشرق في جو من العز معتل
- وأغدق من ظل على الأرض ممتد
- ولاقى وجوه الراغبين كأنما
- أمانيهم يصبحن منه على وعد
- ونادى خطوب الدهر برحت فاقصري
- وثوب بالآمال أبرحت فامتدي
- إلى روح إنعام يراح إلى المنى
- ولجة معروف تهل إلى الورد
- تراثك عن جد وجد بهديهم
- تناهى بك الدنيا إلى أسعد الجد
- فحسبك من نفس وكافيك من أب
- وشرعك من عم وناهيك من جد
- بهم مد بحر الدين في كل بلدة
- وهم تركوا بحر الأعادي بلا مد
- وهم عمروا الأيام من ساكن الهدى
- وأخلوا غياض الشرك من ساكن الأسد
- وهم جردوا أسياف دين محمد
- وخلوا سيوف الناكثين بلا حد
- وهم سلبوا التيجان كسرى وقيصرا
- وحلوك تاج الملك فردا بلا ند
- دعائم سلطان وأركان عزة
- بها وشجت قربى تميم من الأزد
- وما حفظوا أعلامها ونظامها
- بمثلك من مولى ومثلي من عبد
- بما شدت فيها من سناء ومن سنا
- وراق عليها من ثنائي ومن حمدي
- فما جلت الدنيا عروس رياسة
- لملكهم إلا وفي صدرها عقدي
- ولا جاشت الآفاق من طيب ذكرهم
- بجيش ثنا إلا وفي وسطه بندي
- بما بسطوا لي أيديا ملكت يدي
- أعنة أعناق المسومة الجرد
- وما مهدوا لي من فراش كرامة
- وما أتبعوني من لواء ومن جند
- وكم جللوني نعمة قد جلوتها
- على غابر الأزمان في حلة الخلد
- فإن تمتثلها منهم في فذة
- فكم حزتها منهم عداء بلا عد
- وإن تحبنيها عن تناهيك في النهى
- فقدما حبانيها أبوك من المهد
- وإن عم أهل الأرض فيض نداكم
- فإني قد برزت في شكركم وحدي
- بدائع أضحت فيكم آل يعرب
- أوائل ما قبلي وآخر ما بعدي
- وما بعد عهدي عنك ينسي عهودهم
- إليك بحقي من وفائك بالعهد
- ولا نأي داري عنك يبلي وسائلا
- جلي بها قربي وفي بها بعدي
- فلا أخطأت أسيافكم سيف معتد
- ولا خذلت أيديكم ظن معتد
- ولا زالت الأيام تشرق منكم
- كما أشرق الإحسان من عندكم عندي
المزيد...
العصور الأدبيه