الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> تسليت حتى أنسي الهائم الهما >>
قصائدابن دارج القسطلي
- تسليت حتى أنسي الهائم الهما
- وأغنيت حتى أعدم المعدم العدما
- وإلا فكيف اغتالت القطب والسها
- وعارضت الجوزاء واعتامت النجما
- وكيف ابتغت للسقم عندك موضعا
- وأنت الذي يشفي الإله به السقما
- وكم رعتها بالسيف في كل بلدة
- فإن أقدمت يوما ففي بسطك السلما
- ألا أقدمت في حومة الموت والردى
- تطارده حمرا وتبهره قدما
- وهلا وأبصار الكماة شواخص
- وبيض الظبى تحمى وسمر القنا تدمى
- وما كانت الحمى بأول كاشح
- سعى لك بالبؤسى فجازيته النعمى
- فأوليتها الصبر اللجوج إلى العدى
- وعرفتها الصبر الخروح من الغمى
- ومن قبل ما أوسعتها صدر صافح
- ونفسا يلذ المسك أنفاسها شما
- فإن جددت في بعدها لك صحة
- فمن بعد أن زودتها الطيب والحلما
- وإن تلق جسما بعد جسمك في الورى
- وكيف بها أن ترتضي بعده جسما
- فقد أهدت البشرى إليه وأفرغت
- عليه السرور المحض والكرم الجما
- وما نقصت منك الليالي فعود
- عليك به إلا الخطيئة والإثما
- وعد ذبول الروض يرجى له الحيا
- وعند محاق البدر يستقبل التما
- ومن يصل نار الحرب في جاحم الوغى
- فلا غرو أن يحصى حشاه وأن يحمى
- ولا عجب من وهب جسم تعاورت
- قواه الحصون الصم والمدن الشما
- فبسطة باع جازت الوهم والمدى
- ورحب ذراع حازت العرب والعجما
- فإن يبق من شكواك باق فهذه
- تمائمك اللاتي شفيت بها قدما
- خيولا كساها الجو نورا فأقدمت
- محجلة غرا وإن نتجت دهما
- وبيضا تشكت من شكاتك وحشة
- بما أنست حتى قرنت بها العزما
- وسمرا كأن الليل لما سريته
- كسا كل لدن من كواكبه نجما
- وكل غريق في الحديد كأنما
- تسربل من غزل الغزالة واعتما
- تهاوت به الهواء حتى أممته
- إلى طاعة الرحمن فانقاد وائتما
- فلم يدر إلا ظل ملكك موطنا
- ولا والدا إلا لديك ولا أما
- ويا ذا الرياسات افتتح فقد انجلت
- فواتحك اللاتي ضمن لك الحتما
- ويا منذر الرايات والسابحات قم
- فأنذر عداك الذل والخزي والرغما
- ونادت بك الدنيا أبا الحكم احتكم
- بحول الذي ألقى إلى يدك الحكما
- وأوف على العلياء واستوف أنعما
- حباك الذي يحبو بأجزلها قسما
المزيد...
العصور الأدبيه