الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> اليوم أنكص إبليس على عقبه >>
قصائدابن دارج القسطلي
- اليوم أنكص إبليس على عقبه
- مبرءا سبب الغاوين من سببه
- واستيقنت شيع الكفار حيث نأت
- في الشرق والغرب أن الشرك من كذبه
- بشنتياقة لما أن دلفت له
- بالبيض كالبدر يسري في سنا شهبه
- وحلبة الدين والإسلام عاطفة
- عليك كالفلك الجاري على قطبه
- حتى فصمت عرى دين الضلالة من
- رأس القواعد ممنوع الحمى أشبه
- لم يذعر الدهر فيه نفس سائمة
- ولا أصاخت له أذن إلى نوبه
- مما اصطفت عبد الطاغوت واعتقدتب
- وشيد الكفر في الآلاف من حقبه
- عمود شركهم السامي ذوائبه
- والروم والحبش والأفرنج من طنبه
- تحجة فرق الكفار سائلة
- كالجو أظلم فيه ملتقى شحبه
- مستودع في شعاب الأرض حيث نأى
- شم الجبال ولج البحر من حجبه
- من كل أغبر من عض السفار به
- وساهم الوجه من طول السرى شجبه
- وكل مهد إلى أركان بيعته
- ما عز من نفسه فيها ومن نشبه
- قد طالما أحفت الأملاك أرجلها
- فيه وخرت على الأذقان من رهبه
- أممته بجنود الحق فانقلبت
- بغرة الفتح من تغيير منقلبه
- وسمته جاحما للنار ما بقيت
- نفس من الكفر إلا وهي من حطبه
- يا حسن مرأى الهدى من قبح منظره
- وبرد أكباد حزب الله من لهبه
- وعاذ برمند منه بالفرار وكم
- من قبلها عاذ بالأنصاب من صلبه
- مستوطنا مركب الإحجام عنك وهل
- يعدو به وجهه المحتوم من عطبه
- مستخفيا بظلام الليل منك فإن
- وافاه صبح توارى في دجى كربه
- قد حفت اليوم منه قلب ملتهب
- منها ومن . . ربه
- لا يزجر الطير في سهل ولا جبل
- إلا بوارح تعمي عين مقتربه
- وأين منه سبيل الفوز منك وقد
- سللت سيف الهدى والنصر في طلبه
- وإيلياء التي كانت ألية ذي
- جهد من الشرك خاشي الإثم مرتقبه
- رفعت منها سنا نار أضاء لهم
- ما كان أودعها الشيطان من ريبه
- يشبها منك عزم لو ونى ضرم
- منها لأضرمها في الله من غضبه
- فالله جازيك يا منصور دعوته
- بسعي ماض لنصر الدين محتسبه
- وعن كتائب للإسلام قدت بها
- إلى رضا الله حتى كن من كتبه
- ومؤمن منصب لله مهجته
- بلغته أمد المغبوط من نصبه
- وعن حسام هدى لم تجل صفحته
- إلا أسلت دماء الشرك في شطبه
- وليفتخر منك يا منصور يوم علا
- تركت غابرة الأيام تفخر به
المزيد...
العصور الأدبيه