الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> إن تفخر الدنيا فأنت فخارها >>
قصائدابن دارج القسطلي
- إن تفخر الدنيا فأنت فخارها
- أو تختر العليا فأنت خيارها
- المجد ممنوع بسيفك عزه
- والأرض معمور بملكك دارها
- زهيت بذكرك أرضها وسماؤها
- وجرى بسعدك ليلها ونهارها
- هديت بهديك في الظلام نجومها
- وسرت بنورك في الدجى أقمارها
- يا عامريين اعمروا رتب العلا
- فلكم سني سنائها وفخارها
- وتمكنوا من دولة العز التي
- أنتم زكي أرومها ونجارها
- لا تعدمن علاكم الرتب التي
- أضحت معظمة بكم أقدارها
- بكم اكتست حلل السنا وبسعيكم
- ضاءت معالمها وحيط ذمارها
- رضيت تعبدكم لها أملاكها
- وتفاخرت بولائكم أحرارها
- من دوحة الكرم المنعمة التي
- أخذت بآفاق العلا أشجارها
- مدت لأمن المسلمين ظلالها
- ودنت لأرزاق العباد ثمارها
- في ذروة الشرف التي شادت لكم
- شرفاتها قحطانها ونزارها
- أعطتكم رهن السباق جيادها
- وخلا لفائت شأوكم مضمارها
- سبق القضاء بأنكم أملاكها
- دون الأنام وأنكم أنصارها
- لله منك إذا الشفار تقاصرت
- همم تمر بمرها أقدارها
- يا قائد الخيل العتاق كأنما
- عزماته أرماحها وشفارها
- ليث يخاطر في المكر بنفسه
- همم عظيم في العلا أخطارها
- أوطأت أرض المشركين كتائبا
- فيها وشيك فنائها ودمارها
- وتركت أرض ليون وهي كأنها
- لم تغن بالأمس القريب ديارها
- مرفوعة لك في العلا أعلامها
- لما غدت بك عافيا آثارها
- شيع حواها حد سيفك عنوة
- أضحت وعقبى الإنتقام قصارها
- وفلول من فات الفرار بنفسه
- جاءت يعاجلها إليك فرارها
- من بعدما عاذت بحفظ حياتها
- ببروج منع للنجوم جوارها
- واستعصمت بمعاقل قد أصبحت
- للحين وهي قيودها وإسارها
- غبقوا بخمر الحرب صرفا فاغتدت
- تلك الحفائظ والحتوف خمارها
- وكأنما بصرت لظى بمكانهم
- متمنعين فعاجلتهم نارها
- نار تطاير بالغواة كأنها
- حين ارتمت بهم هناك شرارها
- وتبرؤوا من كل مخطفة الحشا
- محفوظة لحليلها أطهارها
- شجيت بمصرع بعلها ثم انثنت
- مطلوبة بجفونها أوتارها
- من كل مغرمة بخل تمتري
- السيف أمضى فيه أم تذكارها
- لبست ثياب الأمن حين تمنعت
- آفاقها وتباعدت أقطارها
- وتسربلت حلل الثلوج جبالها
- واستفرغت مد الحيا أنهارها
- والخيل والأبطال تجهد خلفها
- ألا يشط على الخليل مزارها
- حتى عبرن خليج دوير كأنها
- سفن ترامى بالحتوف بحارها
- بقواضب قضبت بهن حياتها
- وصوارم صرمت بها أعمارها
- وكتائب لهجت بطيب ذكركم
- فلذيذه عند الهياج شعارها
- وكأنهن وقد دجت ظلم الوغى
- في الروع أفلاك عليك مدارها
- وصلت بيمنك صومها بجهادها
- وندى يديك بأوبها إفطارها
- حتى قدمت بمفخر الفتح الذي
- أحيا المنى بقدومه استبشارها
- وطلعت للمتأملين بغرة
- كالشمس يحسر دونها أبصارها
- فنفوس أهل الخافقين فداؤها
- والله من صرف الحوادث جارها
المزيد...
العصور الأدبيه