الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن الزقاق البلنسي >> همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي >>
قصائدابن الزقاق البلنسي
- همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي
- فالبرق سوطي والظلام ركابي
- لأَكلِّفنَّ الليلَ عَزْماً طالعاً
- في كلّ مظلمة طلوع شهابِ
- ولأعنينَّ الدهر أن يصمَ المنى
- ولو کنّني أَنضبتُ ماء شبابي
- بالهولِ أركبُهُ بكلِّ دُجُنَّة ٍ
- والسيرِ أُعملُهُ بكلِّ يباب
- من مبلغ الزهراء أنّي راتع
- منهتا بروض أزاهر الآداب
- ومخبّر البلقاء أن خطيبها
- ظفرت يدي من سجعه بخطاب
- مهلاً أبا بكر فكلُّ مُسوَّمٍ
- نازَعْتَهُ طَلَقَ الأعنّة ِ كابي
- قسماً لهاتيك المحاسن أفصحت
- بمثالب الشعراء والكتاب
- يبني لك المجد المؤثَّلَ أخرسٌ
- بَهَرَتْ فصاحتُهُ ذوي الألباب
- قلم تمشي في طروسك فانبرت
- مثل الرياض وأيمها المنسابِ
- جاءت حلاها واضحات كلها
- فكأنهن مباسم الأحبابِ
- من كل محكمة كأن شذورها
- حلي الترائب من دمى ً أتراب
- تركت حلاوة ُ لفظها إذ نوزعتْ
- أَكوابُها كالصَّابِ لفظَ الصابي
- تردُ العيونُ عيونَها في مُهْرَقٍ
- رقمت به ورد القطا الأسرابِ
- فكأنما ألّفن من حدق المها
- أو من ثنيات لهن عذابِ
- أو من صفاء مودة أدبية
- أغنت غناء تلاحم الأنسابِ
- لبّيْكَ داعيَها واني ضامنٌ
- الّ تزال وثيقة الأسبابِ
- ناديتَ أسرعَ مَنْ يجيبُ لدعوة ٍ
- محمودة فأجبت خير مجابِ
- أن نشترك في الودّ إنا - والعلا
- جرض - لمشتركان في الأوصابِ
- إيهٍ دموعَكَ للفضائلِ أقلعتْ
- والمجدُ صار إلى حصى ً وتراب
- ولتبك من جزع فإن بكاءنا
- لمصارع الأحلام والأحسابِ
- أفَلَتْ نجومُ العلم لا لتعاقبٍ
- ومضت وفودُ الحلم لا لإياب
- قد خلت والأيام تنتهب العلا
- بنوائب ما حدّهن بنابِ
- وا رحمتا للمجد أقوى ربعه
- من ماجد محض النجار لبابِ
- من ذي يد حبت الزمان أيادياً
- مُلِئَتْ بهنّ حَقائبُ الأحقاب
- فضفاضُ درعِ الحمد مُشتَمِلٌ بها
- عفُّ الضمائر طاهرُ الأثواب
- ولاَّجُ أبوابِ الأمورِ برأيهِ
- طلاَّعُ أنجادٍ لها وهضاب
- عِلقٌ أطال من الليالي فَقْدُهُ
- فلبست ليلاً سابغ الجلبابِ
- متململاً أصِلُ الدموعَ بمثلها
- صلة العهاد ربابها بربابِ
- أردى شبينته الرّدى ومن المنى
- لو يفتديها شرخ كلّ شبابِ
- سلبَتْه دنياهُ ثيابَ حياتِهِ
- فلتعصبنّ عليه ثوب سلابِ
- ولينكصن الصبر بعد وفاته
- من كل مصطبر ، على الآعقاب
- أنى خبت تلك العزائم ريثما
- لم يخلُ منْ ضَرمٍ ومن إلهاب
- أمست كنانة بعدهنّ كنانة
- مهجورة ً صَفِرَتْ من النُّشَّاب
- وتضعضعتْ أركانُها لِحُلاحِلٍ
- قد كان منها في ذُرى الأهضاب
- وتكوّرت شمس العلاء وأطفئت
- سرج العلوم وأنور الآدابِ
- واربدَّ وجهُ الحكمِ لما أن رأى
- ذاك السّنا متوارياً بحجابِ
- ولرب طبّ بالزمان أهاب بي
- وبه من الرزءِ المبرِّح ما بي
- أأخي أن الدهر يعجب صرفه
- من طول دأبكَ في البكاءِ ودابي
- لا تصلحُ العبراتُ إلاّ لامرىء ٍ
- لم يدرِ أنَّ العيشَ لمعُ سَرَاب
- إنْ تَبْكِهِ فمنَ الوفاءِ بكاؤهُ
- لكن ثواب الصبر خير ثوابِ
- وُقُصَارُ أعيننا دموعٌ وكّفٌ
- وقصارُه طُوبى وحسن مآب
المزيد...
العصور الأدبيه