الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن الزقاق البلنسي >> أرض منمنمة وظل سجسج >>
قصائدابن الزقاق البلنسي
- أرض منمنمة وظل سجسج
- وَصَباً بأنفاسِ الرُّبى تتأرَّجُ
- ومذانبٌ زُرْقُ النطافِ تَرفُّ في
- وَجناتهن شقائقٌ وبنفسج
- فالماءُ مصقولُ الأديم مُفَضّضٌ
- والروض مطلول النسيم مدبجُ
- صيغت أزاهره دنانيراً بها
- فَترى دنانيرَ النُّضار تُبَهْرَج
- قُمْ نَصْطَبِحْها والنجومُ جوانحٌ
- والصبح في أعقابها متبلجُ
- حمراءَ صافية ً كأنَّ شُعَاعَها
- ضَرَمٌ بأيدي القابسين يُؤَجَّج
- تحكي رضاب مديرها فكأنها
- قد مجَّها في الكاسِ منه مفلّج
- قد راض مصعبها المزاج كأنما
- بخلائقِ الملكِ الحُلاحِلِ تُمْزَج
- مَلِكٌ نمتْه من الملوكِ أكابرٌ
- هُمْ أَوضحَوا سُبُل العَلاءِ وأَنهجوا
- شَخْتُ الحواشي باسلٌ يومَ الوغى
- ضَخْم الجَدَا طَلْقُ المحيَّا أَبْلَج
- غادٍ إلى كَسب المعالي رائحٌ
- ومهجّرٌ في مُرتضَاها مُدلج
- أما يد ابن علي العليا فما
- ينفك بحر نوالها يتموجُ
- فتحت ضروباً للمكارم أبهمت
- غلقاً فما للجود باب مرتج
- فكأنما هُو بالسَّماح مُختَّمٌ
- وكأنما هو بالعلاء متوجُ
- أسد خضيب السيف من ماء الطلا
- والليث داني الظفر حين يهيّج
- شَيْحَانُ يقتحمُ العَجاجَ وثوبُه
- مما تمزقه الصوارم منهج
- بأقبَّ ما طارتْ قوائمُهُ به
- إلا اشتهى طيرانهنّ التّدرج
- من آل أعوج ما عهدنا قبله
- وقد کنتمى ، بَرْقاً نماهُ أعوج
- كم فتكة بسيوفه وصعاده
- يمضي بها العزمات منه مدججُ
- ووقائع تنسيك يوم بعاث إذ
- نكصت أمام الأوس فيه الخزرجُ
- والحربُ قد نَشَرَتْ مُلاءَ عجاجة ٍ
- بسنابك الجرد الصّلام تنسجُ
- في حيثُ تلمعُ للسيوفِ بوارقٌ
- تهفو وينشأ للقساطل زبرجُ
- وتنير من أسل الرماح كواكب
- ما إنْ لها إلا العواملَ أَبْرُج
- والسيفُ ذو ضِدَّينِ فوقَ يمينه
- طوراً يسيلُ وتارة ً يتأجج
- ماءٌ له جُثَثُ الفوارسِ جَذْوَة ٌ
- نارٌ لها قممُ الأعادي عرفج
- يحنيه طول ضرابه هام العدا
- حتى يُرَى بيديه منه صَوْلَجُ
- للَّه منه حُسَامُ مُلكٍ مُرْتَدٍ
- بحسام هند ، والوغى تتوهج
- يَسْبيه طَرْفٌ للسِّنانِ وأجردٌ
- طرف ولا يسبيه طرف أدعج
- والبيض تذهله عن البيض الدمى
- حتى لقد حَسَدَ القرابَ الدُّمْلُج
- يَشْجوه مُعْتَرَكُ الأسودِ صَبَابة ً
- مهما شجى الركب الكئيب ومنعجُ
- فيعوج من شغف عليه كلما
- عاجُوا على مَغْنَى الخليطِ وَعَرَّجوا
- يامن تفرع من ذؤابة حمير
- وبحمير نشر العلا المتأرجُ
- لله أنت إذا الفوارس أحجمت
- واندق في الثغر الوشيج الأعوج
- والسابغات على الكمات كأنها
- غدران ماء بالنسيم تدرجُ
- والبيض تبسم ، والجياد عوابس
- والسمر بالعلق الممار تضرجُ
- من كل وقاد السباق كأنما
- في كلِّ ذابلة ٍ ذُبَالٌ مسرج
- واليكها من واضحاتِ قلائدي
- مِدَحاً يرنُّ بها الحمامُ ويهْزج
- كقطائع البستان أينع زهرها
- أو كالعذارى البيضِ إذ تتبرَّج
- وَافَتْكَ رائعة َ المحاسنِ طلقة ً
- غرَّاءَ تَعْبَقُ بالثنا وتأرَّج
المزيد...
العصور الأدبيه