الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن الزقاق البلنسي >> غفرت للأيام ذنب الفراق >>
قصائدابن الزقاق البلنسي
- غفرت للأيام ذنب الفراق
- أَنْ فزتُ من توديعهم بالعناقْ
- ما أنس لهم وقفة
- كالشهدِ والعلقمِ عندَ المذاق
- مزجت فيها درّ أسلاكهم
- اذ أزف البين بدرّ المآق
- ساروا وقلبي بين أظعانهمْ
- فلينشدوه بين تلك الرفاق
- لامرحباً بالبرق ما لم يكن
- تسقي عزاليه رسوم البراق
- حيث القبابُ البيضُ مضروبة ٌ
- نوى ً لا يشد السفر راحلة لها
- تحرسُها سُمْرٌ وبيضٌ رقاق
- تحملُ في أثنائها غادة ً
- حالية ً تبسمُ عن مبسمٍ
- ولو فَغَرَتْ فاها إليَّ المهالك
- كمثل ما قلد منها التّراق
- من شَفَقِ الليلِ لها وجنة ٌ
- أو من دم باللحظ منها يراق
- ضعيفة ٌ طرفاً وخصراً فما
- يُطيقُ ذا اللحظَ ولا ذا النِّطاق
- تاهت على البانِ بأعْطَافها
- وَعَيَّرَتْ بدرَ الدُّجى بالمُحاقْ
- وأرسلتْ فَرْعاً غدا لَوْنُهُ
- كحال من يحرم منها التّلاق
- أعادتِ الصبحَ بها ليلة ً
- ولي من جفونِ المالكية ِ مالك
- حتى توهّمت صبوحي اغتباق
- سقى ديار الحيّ بالمنحنى
- من سبل المزن أو الدمع ساق
- كم ليلة لي بعقيق الحمى
- قَصَّرتها باللثمِ والإعتناق
- ما ادَّرعَ الليلُ بظلمائه
- حتى كساه الصبح منه رواق
- فانجفلت أنجمه فاشتكى
- للبعض منها البعض وشك الفراق
- وطار في إثر غراب الدجى
- نسرُ النجومِ الزُّهرِ يبغي اللحاق
- ويا زهرة أذوى الحمام رياضها
- لقد فجعت كفّ الحمام رباك
- وانتبَه الصبحُ بُعَيْدَ الكرى
- كذي هوى ً مِنَ غَشيَة ٍ قد أفاق
- سقاك الندى حتى تعودي نضيرة
- إذا لم يكنْ إلاَّ المنايا مَسالك
- وما لحظاتُ الغيدِ إلاَّ صوارمٌ
- عقيلة هذا الحيّ يوم رماك
- ورجَّع المُكَّاءُ تَحْنِينَهُ
- حتى حسِبناهُ حليفَ کشتياق
- يحملُ منها القلبُ ما لا يطاق
- في روضة ٍ علَّم أغصانُها
- أهل الهوى العذريِّ كيف العناق
- هبت به ريح الصبا سحرة
- فالتفَّتِ الأشجارُ ساقاً بساق
- تلك الليالي أعقبت بعدما
- أحمدتها عيشاً بوشك الفراق
المزيد...
العصور الأدبيه