الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
- قولٌ فجهلٌ حائلٌ وتعذَّرُ
- إنَّ السبيلَ إلى الإلهِ عناية ٌ
- منهُ بمنْ قد شاءَه وتعزُّرُ
- لا يرتضي لحقيقة ٍ وعزة ٍ
- إلا إذا ضمَّ السنابلَ بيدرُ
- الحالُ يطلبهُ بشرطِ مقامهِ
- فإذا ادعاهُ فحالهُ لكَ يُشهرُ
- يتخيلُ المسكينُ أنّ علومها
- ما بينَ أوراقِ الكتابِ تسطرُ
- هيهاتِ بل ما أودعوا في كتبهم
- إلا يسيراً منْ أمورٍ تعسرُ
- لا يقرأ الأقوامُ غيرَ نفوسِهم
- في حالهمْ معْ ربهم هلْ يحصرُ
- فترى الدخيلَ يقيس فيه برأيه
- ليقال هذا منهم فيكبر
- وتناقضت أقواله إن لم يكن
- عنْ حالهِ فيما تقدَّمَ يخبرُ
- علمُ الطريقة ِ لا ينالُ براحة ٍ
- ومقايس فاجهد لعلك تظفر
- غرَّت علومُ القومِ عن إدراك من
- لا يعتريه صبابة ٌ وتحيُّر
- وتنفَّسٌ مما يَجنُّ وأنة
- وجوى يزيد وعَبرة لا تفتر
- وتذللْ وتولهْ في غيبة ٍ
- وتلذَّذٌ بمشاهد لا تظهر
- وتقبضْ عندَ الشهودِ وغيرة ٍ
- إنْ قامَ شخصٌ بالشريعة ِ يسخرُ
- وتخشعْ وتفجعْ وتشرعْ
- بتشرعٍ للهِ لا يتيغيرُ
- هذا مقامُ القومِ في أحوالهمْ
- ليسوا كمن قال الشريعة ُ مزجر
- ثم ادّعى أنّ الحقيقة خالفتْ
- ما الشرعُ جاء به ولكن تستّر
- تبّاً لها من قالة مِنْ جاحد
- ويلٌ لهُ يومَ الجحيمِ يسعرُ
- أوْ منْ يشاهدُ في المشاهد مطرقاً
- ليقال هذا عابدٌ متفكِّر
- هذا مرائي لا يلذُّ براحة ٍ
- في نفسهِ إلا سويعة َ يتطرُ
- لكنه من ذاك أسعد حالة
- ولهُ النعيمُ إذا الجهولُ يفطرُ
المزيد...
العصور الأدبيه