الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
- هيَ الكثيرة ُ بالأوتارِ والعددِ
- وما بأسمائه الحسنى التي خفيتْ
- عن العقولِ سوى حقيقة ِ الأحدِ
- وإنَّ أسماءَه الحسنى التي بقيتْ
- لنا وإن جهلت من أعظم العدد
- ولاظهورٌ لها فإنها نسبٌ
- فكيفَ أجعلها في الدفعِ معتمدي
- والناسُ في غفلة ٍ عمَّا ذكرتُ لهمْ
- فيها وعنْ سبلِ التحقيقِ في حيدِ
- فليسَ يفقدها وليسَ يوجدُها
- والفقد والوجد في سلم وفي لدد
- فليتَ شعري إذا مرَّ الزمانُ بها
- هل يبقى للكون من خُلدٍ ومن أبد
- وكيفَ يبقى ولا دورٌ يعدُّ بهِ
- والدهر يعرف بالأدوار والمدَد
- وما تسمى بهِ الحقُّ العليمُ سدى ً
- إلا من أجلِ الذي يعطيهِ من مددِ
- ها إن ذي حكمة تجري بصورتها
- معَ الزمانِ ولكنْ لا إلى أمدِ
- لا بل إلى أبد الآباد جريتها
- هلْ في الزمانِ زمانٌ فاعتبرْ تجدِ
- والله لو علمتْ نفسي بما سمحت
- من العلومِ التي أعطتكَ في الرّفَد
- بذاتها وهيَ لمْ تشعرْ بما وهبتْ
- من العطايا لماتت وهي لم تجد
- فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا
- إن العطايا لمن لو شاء لم تفد
- هذا من الجهة ِ المقصودِ جانبها
- كما الوفودُ لمن لو شاء لم يفد
- إنَّ الورودَ الذي في الكونِ صورتُهُ
- من النفوسِ التي لو شاء لم ترِد
- هذا هوَ الأدبُ المشروعُ ليسَ لهُ
- إلاّ أداة امتناعِ الشيءِ لم يرد
- قدْ قلتُ فيهِ مقالاً لستُ أنكرهُ
- إذِ النفوسُ عن التحقيق لم تحد
- إنَّ العلومَ التي التحقيقُ جاء بها
- هي العلومُ التي تهدي إلى الرشدِ
- رشد المعارفِ لا رشد السعادة ِ و
- الإيمانُ يسعدُ أهلَ الصورِ والجسدِ
- فاحمدْ إلهكَ لا تحمدْ سواهُ فما
- يعطي السعادة َ إلا حمدُهُ وقدِ
- لا تنكروا الطبعَ إنَّ الطبعَ يغلبني
- والحقُّ يغلبه إنْ كانَ ذا فَنَد
- دين العجائزِ مأوانا ومذهبُنا
- وهوَ الظهورُ بهِ في كلِّ معتقدِ
- به أدين فإنَّ الله رجحه
- على التفكُّر في كشفٍ وفي سَنَدِ
- في كلِّ طالعة ٍ عُليا ونازلة ٍ
- سُفلى معَ القولِ بالتوحيدِ للأحد
- سكنْ إلهي روعاتي فإنَّ لها
- ميلاً شديداً إلى ما ليسَ مستندي
- إنّ الركونَ إلى الأدنى منَ السببِ
- الأعلى تجد طعمَه أحلى من الشَّهد
- ولا أخص به أنثى ولا ذكراً
- ولا جهولاً ولا منْ قالَ بالرصدِ
- بل حكمُهُ لم يزلْ في كلِّ طائفة ٍ
- من كلِّ صاحبِ برهانٍ ومعتَقَد
- لولا مسامحة ُ الرحمنِ فيك لما
- رأيتُ شخصاً سعيداً آخرَ الأبدِ
- هوَ الإلهُ الذي عمَّتْ عوارِفهُ
- لما سرى الجودُ في الأدنى وفي البعد
- ألا ترى الجودَ بالإيجاد عمَّ فلم
- يظهر به أحد فضلاً على أحد
المزيد...
العصور الأدبيه