الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ
- وقدْ قَطَعوا كلّ فَجٍّ عَمِيقِ
- فما طلَعَ الفَجرُ إلاّ وقدْ
- رأوا علماً لا يحاً فوقَ نيقِ
- إذا رامَهُ النّسرُ لمْ يَستطِعْ،
- فمِن دونِهِ كان بَيضُ الأنُوقِ
- عليهِ زخارفُ منقوشة ٌ
- رفيعُ القواعدِ مثلُ العقوقِ
- وقدْ كتبوا أسطراً أودعوها،
- ألا مَنْ لصَبّ غَرِيبٍ مَشُوقِ
- لهُ همة ٌ فوقَ هذا السِّماكِ،
- ويوطأ بالخفِّ وطأ الحريقِ
- ومَسْكِنُهُ عِند هذا العُقابِ،
- وقدْ ماتَ في الدَّمعِ موتَ الغريقِ
- قد أسْلَمَهُ الحُبّ للحادِثَاتِ،
- بهذا المكانِ بغَير شَفِيقِ
- فيا واردينَ مياهَ القليبِ،
- ويا ساكنينَ بوادي العقيقِ
- ويا طالباً طيبة َ زائراً،
- ويا سالكينَ بهذا الطريقِ
- أفِيقُوا علينَا، فإنّا رُزِئْنَا
- بُعَيْدَ السُّحَيْرِ قُبَيْلَ الشُّرُوقِ
- بِبَيْضَاءَ غَيْدَاءَ بَهْتَانَة ً،
- تُضوِّع نشراً كمسكٍ فتيقِ
- تمايَلُ سَكْرَى ، كمثلِ الغُصُونِ،
- ثَنَتها الرّياحُ كمِثلِ الشّقِيقِ
- برِدفٍ مَهولٍ كدِعصِ النّقَا
- تَرَجْرَجَ مثلَ سَنَامِ الفَنِيقِ
- فما لامَني في هوَاهَا عَذُولٌ،
- ولا لاَمَني في هَوَاها صَدِيقي
- ولو لامني في هواها عذولُ
- لكانَ جَوابي إليهِ شَهِيقي
- فشَوقي رِكابي، وحُزْني لِبَاسي،
- ووجدي صبوحي، ودمعي غّبوفي
المزيد...
العصور الأدبيه