الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أَلاَ مَنْ لِصَبٍّ عَازِبِ النَّوْم سَاهِدِ >>
قصائدبشار بن برد
أَلاَ مَنْ لِصَبٍّ عَازِبِ النَّوْم سَاهِدِ
بشار بن برد
- أَلاَ مَنْ لِصَبٍّ عَازِبِ النَّوْم سَاهِدِ
- ومن لمحب مثبتٍ للعوائد
- وَقَالُوا: بِهِ دَاءٌ أصَابَ فُؤَادَهُ
- مِنَ الْجِنِّ أوْ سِحْرٌ بِأيْدِي الْمَوَارِدِ
- وما ذاك إلا حب خودٍ تعرضت
- لتقتلني بالمنظر المتباعد
- فَأدْرَكَ مَجْلُودِي جَوى الْحُبِّ كَاعِبٌ
- كشمس الضحى في الفائقات الخرائد
- كَأنَّ الْعَذَارَى حِينَ قَوَّمْنَ حَوْلَهَا
- قلائد بدلهن أم القلائد
- فسارقت أصحابي المكبين نظرة ً
- إلى غادة لم تستتر بالولائد
- غَدَاة َ مَشَتْ فِيهِنَّ رُودٌ لِجَارَة ٍ
- يَمِيلُ بِهَا غُصْنُ الْهَوَى الْمُتَزَائِدِ
- مَشَتْ قَابَ قَوْسٍ دُونَهَا ثُمَّ ألْقِيَتْ
- إِلَى الأَرْضِ مِنْ جَهْدِ الْخُطَى كَالْمعَانِدِ
- فَوَطَّأنَ مَمْشَاهَا بِمَا لَوْ كَسَبْنَهُ
- كفاهن من زبن الخروج الحواشد
- وَخِفْنَ الضِّحَى مِنْ نَوْمِهِنَّ عَلَى الضُّحَا
- فأقبلن إقبال الغصون الموائد
- يُفَدِّينَهَا طَوْراً وَطَوْرَاً يَلُمْنَهَا
- عَوَاكِفَ حَتَّى جَاوَزَتْ غَيْرَ باعِدِ
- فَلَمَّا اشْتَكَتْ حَرَّ السَّمُومِ وَأهْلَهَا
- قريب وملت مشيها في المجاسد
- ضربن عليها الستر ثم سترنها
- بأخضر من خز عتيق العضائد
- مِن الشَّمْسِ والرَّائِين والرِّيحِ والسَّفا
- كما سُتِر الضَّوْءُ الَّذِي فِي الْمساجِدِ
- مخافة َ أنْ تُعْدَى بِشْيءٍ يُرِيبُها
- فطيمة ُ أو تغتالها عين حاسد
- أفاطِمُ إِنَّ النَّفْس تُخْفِي مِن الْهوى
- جليلاً وتبدي مثله في المشاهد
- ولا صاحبٌ أشكو إليه فأشتفي
- إذا ما شكى رأسي مكان الوسائد
- سوى راقدٍ لم يدر مابي ولو درى
- لهان عليه مشهدي ومراقدي
- أعيرت نفساً لم تمت ببقائها
- وما ذنبُ معدودٍ له الموت وارد
- كفى منك أني في الجميع إذا بدوا
- أظَلُّ كَمْلُقى رَأسُهُ غَيْرِ جَاهِدِ
- مكباً بعيني الأماني منكمو
- أماني لا تجدي كأحلام راقد
- وإني أقاسي من جهادك خالياً
- عياء فأنى لي بأجر المجاهد
- كأني بوسواس الهوى من حديثكم
- أخو جِنَّة ٍ في الْمُقْفَلاتِ الْحدائِدِ
- فأنت الهوى شطت بك الدار أو دنت
- وإِنْ رغِمَتْ مِنْهُ أنُوفُ الْحَوَاسِدِ
- فكوني كما كنا لكم نقض حاجة ً
- ولا تسمعي قول العدو المكايد
- لقد زادني وجداً لكم وصبابة ً
- إشارة أقوام أكف السواعد
- إلى من صبا هذا ومن يصب يتهم
- مَقَالَة َ أدْنَاهُ وَنَهْيَ الأَبَاعِدِ
- وَحَسْبُ الْفَتَى مِمَّنْ يُكَابِدُ هَمَّهُ
- إذا كان من يهوى كذوب المواعد
- تشكى الذي في نفسها من مودتي
- وقد زعمت أني بها غير واجد
- وَلَكِنَّنِي أَخْشَى عُيُوناً وَأتَّقِي
- بواسط من جارٍ غيورٍ ووالد
- شَكَتْ طُولَ هِجْرَانِي عَشِيَّة َ زُرْتُهَا
- وما وجدت وجدي بها أم واحد
- وأقسم لو قيس الذي بي من الهوى
- لقد عرفت فضلاً لحران جاهد
- منعت قيادي غيرها حين رامني
- وَذَلَّتْ بِمَا تَهْوَى إِلَيْهَا مَقَاوِدِي
- إِذَا أُنْشِدَتْ بِالشِّعْرِ عِنْدِي قَصِيدَة ٌ
- طربت ولم تطرب لها أم خالد
- يخامرني مما أقول بحبها
- جوى مثل سحر البابلي المعاود
- كَأنِّي أكِيدُ النَّفْسَ مِنِّي بِكَيْدِهَا
- فَتُغْفِي وَأحْيِي لَيْلَتِي جدَّ سَاهِدِ
- فإني وتحبيري القوافي فأصبحت
- علي رقى معقودة في القصائد
- كمستحرشٍ من عقرب دببت له
- جُيُوشُ الأَعَادِي أوْ جُنُودُ الأَسَاوِدِ
- فأصبح من هذي وهاتيك قبلها
- نَسِيمُ الْمَنَايَا بَارِقاً بَعْدَ رَاعِدِ
- كَذَلِكَ مِنْ شِعْرِي جَنَيْتُ الَّذِي جنتْ
- فليت الذي كايدته لمكايدِ
المزيد...
العصور الأدبيه