الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هل الفتح إلا البدر في الأفق المضحي >>
قصائدالبحتري
هل الفتح إلا البدر في الأفق المضحي
البحتري
- هلِ الفتحُ إلاّ البدرُ في الأُفُقِ المُضْحي
- تجَلّى، فأجلى اللّيلَ جُنحاً على جُنحِ
- أوِ الضَّيغَمُ الضّرْغَامُ يَحمي عَرِينَهُ،
- أوِ الوَابِلُ الدّاني، منَ الدّيمةِ السَّحّ
- مضَى مِثْل ما يَمضِي السّنانُ، وأشرَفَتْ
- بهِ بَسطَةٌ، زَادَتْ على بَسطةِ الرّمحِ
- وأشرَقَ عن بِشرٍ، هوَ النّورُ في الضّحى،
- وَصَافَى بأخلاقٍ، هيَ الطّلُّ في الصّبحِ
- فَتًى يَنطَوي الحُسّادُ مِن مَكرُماتِهِ،
- وَمن مَجدِهِ الأوْفَى على كَمَدٍ بَرْحِ
- يَجُدُّ فَتَنقادُ الأُمُورُ لجِدّهِ،
- وإنْ رَاحَ طَلْقاً في الفُكاهةِ والمَزْحِ
- وَما أُقفِلَتْ عَنّا جَوَانبُ مَطلَبٍ
- نُحاوِلُهُ،إلاّ افتَتَحناهُ بالفَتحِ
- فِدَاؤكَ أقْوَامٌ سَبَقْتَ سَرَاتَهُمْ
- إلى القِمّةِ العَلياءِ، والخُلُقِ السّمحِ
- وَعَدْتَ، فأوْشِكْ نُجْحَ وَعدِكَ، إنّهُ
- منَ المَجْدِ إعجالُ المَوَاعِيدِ بالنُّجحِ
- وأنتَ تَرَى نُصْحَ الإمامِ فَرِيضَةً،
- وإخْبَارُهُ عَنّي سَبيلٌ منَ النُّصْحِ
- لَهُ مَكرُماتٌ يَقصُرُ الوَصْفُ دونَهَا،
- وأبْلَغُ مَدْحٍ يُستَعَارُ لَهَا مَدْحي
المزيد...
العصور الأدبيه