قصائدالبحتري



ملامك إنه عهد قريب
البحتري



  • مَلامُكَ، إنّهُ عَهْدٌ قَرِيبُ،

  • وَرُزْءٌ مَا عَفَتْ مِنْهُ النُّدوبُ

  • تُعَلّلُني أضَاليلُ الأمَاني

  • بعَيشٍ، بَعدَ قَيصرَ، لا يَطيبُ

  • تَوَلّى العَيشُ، إذْ وَلّى التّصَابي،

  • وَماتَ الحبُّ، إذْ ماتَ الحَبيبُ

  • نَصِيبي كانَ مِنْ دُنيَايَ وَلّى،

  • فَلا الدّنْيَا تُحَسُّ، وَلا النّصِيبُ

  • ضَجيعُ مُسَنَّدينَ بكَفْرِ تُوثَى،

  • خَفُوتٌا مِثلَ ما خَفَتَ الشَّرُوبُ

  • هُجُودٌ لَمْ يَسَلْ بهِمِ حَفيٌّ،

  • وَلمْ تُقْلَبْ لضَجْعَتِهِمْ جُنُوبُ

  • تُغَلَّقُ دُورُهُمْ عَنْهُمْ عِشَاءً،

  • وَقَدْ عَزُّوا بهِا زَمَناً، وَهيبُوا

  • تقض أضلاعي أنفاس وجد

  • لمختضر كما اختضر القضيب

  • أرثيه ولو صدق اختياري

  • لكان مكان مرثيتي نسيب

  • وَكُنتُ، وَتُرْبُهُ يُحثَى علَيهِ،

  • كَنِضْوِ الدّاءِ آيَسَهُ الطّبيبُ

  • كفى حزناً بأن الحزن يخبو

  • ذكي الجمر عنه واللهيب

  • أأنْسَى مَنْ يُذَكّرُنيهِ ألاّ

  • نَديدَ يَنوبُ عَنهُ، وَلا ضَرِيبُ

  • وَأترُكُ للسُّرَى مَن كنتُ أخشَى

  • عَلَيْهِ العَينَ تُؤمَنُ، أوْ تُرِيبُ

  • وَأصْفَحُ للبِلَى عَنْ ضَوْءِ وَجْهٍ

  • غَنيتُ يَرُوعُني منْهُ الشُّحُوبُ

  • ومن حق الأحبة لو أجنت

  • رمائمها الجوانح والقلوب

  • سَقَى الله الجَزِيرَةَ، لا لشَيْءٍ،

  • سوَى أنْ يَرْتوِي ذاكَ القَليبُ

  • مُلَطُّ بالطّرِيقِ، وَلَيسَ يُصْغي

  • لأنْجِيَةِ الطّرِيقِ، وَلا يُجيبُ

  • تَعُودُ الباكِيَاتُ مُجَاوِرِيهِ،

  • وَيُزْوَى النّوْحُ عَنْهُ وَالنّحيبُ

  • وَأيُّهُمُ يُعِيرُ عَلَيْكَ دَمْعاً،

  • وَألسُنُ دونَ أهلكَ وَالدُّرُوبُ

  • وَمَا كانَتْ لتَبعُدَ عَنكَ عَينٌ

  • سَفُوحُ الدمع، لَوْ أنّي قَرِيبُ

  • يرينيك المنى خلساً وأنى

  • برؤيت من تغيبه الغيوب

  • وكيف يؤوب من تمضي المنايا

  • وقد يمضي الشباب فما يؤوب

  • أُلامُ، إذا ذَكَرْتُكَ، فاستَهَلّتْ

  • غُرُوبُ العَينِ تَتْبَعُهَا الغُرُوبُ

  • وَلَوْ أنّ الجِبَالَ فَقَدْنَ إلْفاً،

  • لأوْشَكَ جَامِدٌ مِنْهَا يَذُوبُ

  • لَعَمْرُي! إنّ دهراً غَالَ إلْفي،

  • وَمَالي، لَلْخَؤونُ لنا الشعوب

  • فإنْ سِتٌّ وَسِتّونَ اسْتَقَلّتْ،

  • فَلا كَرّتْ برجعَتِها الخُطوبُ

  • لَقَدْ سَرّ الأعادي فيّ أنّي

  • بِرَأسِ العَينِ مَحزُونٌ، كَئيبُ

  • تَعاظَمَتِ الحَوَادثُ حَوْلَ حَظّي،

  • وَشَبّتْ دونَ بُغيَتيَ الحُرُوبُ

  • على حينَ استَتَمّ الوَهْنُ عَظمي،

  • وَأعطَى فيّ ما احتَكَمَ المَشيبُ

  • وَقَدْ يَرِدُ المَنَاهِلَ مَنْ يُحَلّ

  • عَلى ظَمَإٍ، وَيَغنَمُ مَن يَخيبُ

  • وَأيسَرُ فائِتٍ خَلَفاً سَرِيعاً

  • رِقابُ المَالِ، يَرْزَؤها الكَسوبُ

  • فَمَنْ ذا يَسألُ النّجليّ عَمّا

  • يَذُمُّ مِنِ اخْتِيارِي، أوْ يَعيبُ

  • يُعَنّفُني عَلى بَغَتاتِ عَزْمي،

  • وَكنتُ، وَلا يُعَنّفُني الأرِيبُ

  • وَقَدْ أكدَى الصّوَابُ عَليّ حتّى

  • وَدِدْتُ بِأنّ شانيّ المُصِيبُ

  • لَعَلّ أخَاكَ يَرْقُبُ هل تُطاطي

  • لَهُ منّي النّوَائبُ، إذْ تَنُوبُ

  • فأينَ النّفسُ ذاتُ الفَضْلِ عَمّا

  • تَسَكّعَ فيهِ، وَالصّدْرُ الرّحيبُ

  • أيَغضَبُ إنْ يُعَاتَبْ بالقَوَافي،

  • وَفيها المَجدُ، وَالحسب الحَسيبُ

  • وَكمْ مِنْ آمِلٍ هَجْوِي ليَحظى

  • بذِكْرٍ منهُ يَصْعَدُ، أوْ يَصُوبُ

  • فكَيفَ بِسُيَّرٍ مُتَنَخَّلاتٍ،

  • تَجُوبُ، من التنائف، ما تجوبُ

  • يُنَافِسُ سامِعٌ فيهَا أبَاهُ،

  • إذا جَعَلَتْ بسُؤدَدِهِ تُهيبُ

  • بَلَغْنَ الأرْضَ لمْ يَلغَبْنَ فيها،

  • وَبَعضُ الشّعرِ يُدرِكُهُ اللُّغوبُ

  • فإلاّ تُحْسَبِ الحَسَنات مِنَا

  • لصَاحِبِها، فَلا تُحصَ الذّنُوبُ

  • أتُوبُ منَ الإسَاءةِ، إنْ ألَمّتْ،

  • وَأعرِفُ مَنْ يُسِيءُ وَلا يَتُوبُ



أعمال أخرى البحتري



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟