الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> محا نور النواظر والعقول >>
قصائدالبحتري
محا نور النواظر والعقول
البحتري
- مَحَا نُورَ النَّواظِرِ والعُقولِ
- أُفُولُكَ ، والبُدورُ إِلى أُفُولِ
- ومنْ جَلَلِ الخُطوبِ نِعِيُّ ناعٍ
- أَتَانَا عَنْكَ بالخَطْبِ الجَليلِ
- هُوَ النَّبأُ العَظِيمُ ، وَكَمْ بأَرْضٍ
- أُسِيلَ دَمٌ على خَدٍّ أَسِيلِ
- أَيَوْمَ مُحمَّدٍ لم تُبْقِ سُؤْلاً
- ولاَ أَمَلاً لِذِي أَملٍ وسُولٍ
- فَكَمْ أَذْلَلْتَ مِنْ رَجُلٍ عَزِيزٍ
- وكَمْ أَعزَزْتَ من رَجُلٍ ذَلِيلِ
- وَلَمْ يكُ سَيَّداً لَوْ كَانَ قَيْلاً
- تُغَضُّ لَدَيْهِ أَبْصارُ القُيًولِ
- وما رَاحتْ بهِ النَّكْبَاءُ حَتَّى
- دَعَا دَاعِي المَكارِمِ بالرَّحِيلِ
- وكَمْ من حُرِّ وَجْهٍ فاطِمِيٍّ
- جلَوْتَ وَكَانَ كالرَّسْمِ المُحِيلِ
- وَمنْ عَظْمٍ كَسِيرٍ أَبْطَحِيٍّ
- جَبرْتَ بِنَائلٍ غَمْرٍ جَزِيلِ
- أَعَيْنَ السَّلسبِيل ، سَقاكِ جُوداً
- كَجُودِكِ منْ عُيُونِ السَّلْسَبيلِ
- عَدَتْكَ مَحبَّةٌ زَادَتْكَ حُبًّا
- إِلى الصَّلَوَاتِ والسُّنَنِ العُدُولِ
- ولَمَّا لَمْ نَجِدْ دَرَكاً لِثاوٍ
- وَجَلَّ المَوْتُ عَنْ طَلَبِ الذُّحُولِ
- رَدَدْنَا البِيضَ في الأَغْمادِ يَأْساً
- وَأَطْلَقْنَا المَدَامِعَ لِلغَلِيلِ
- ورُحْنا حَوْلَ شَرْجَعِهِ كَأَنَّا
- نَشَاوَى رَائِحُونَ مِنَ الشَّمُولِ
- نَغُضُّ لَهُ النَّوَاظِر وَهْوَ مَيْتٌ
- لِهَيْبَتِهِ ونُخْفِضُ مِنْ عَوِيلِ
- حَيَاءً مِنْ صَنَائعهِ اللَّواتي
- أَخَذْنَ لَهُ مَوَاثِيقَ العُقُولِ
المزيد...
العصور الأدبيه