الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ما يستفيق دد لقلبك من دد >>
قصائدالبحتري
ما يستفيق دد لقلبك من دد
البحتري
- ما يستفيق دد لقلبك من دد
- يعتاد ذكراها طوال المسند
- بيضاء إن تعلل بلحظ لا تهب
- برءا، وإن تقتل بدل لا تد
- سبقت بنبوتها المشيب وعجلت
- في اليوم هجراً كان يرقب في غد
- لم ألق شفعاً كالسلو، و كالهوى
- أناى وأبعد مصدراً من مورد
- ما بات للأحباب ضامن لوعة
- من بات بعد البين غير مسهد
- أهوى البراق على تعادي قصدها
- وأعد أهواهن برقة ثهمد
- لطف الربيع لها يصوغ حليها
- بغرائب من لؤلؤ وزبرجد
- أما الخطوب فلن تعود كما بدت
- بل عود أنقص عدة أو أزيد
- قد قلت للمعطي الهوينا عزمه:
- أن النجاح أمام عفوك فاجهد
- لن تدرك الشأو الذي تجري له
- حتى تكون كأحمد بن محمد
- متيقظ حفظت عليه أموره
- حركات نجد في المساعي أي
- كانت كفايته ومقبل حظه
- شروى كريم فعاله والمحتد
- جد يبيت الجد متقتضياً له
- أبداً ولا جد لمن لم يجد
- هبل الحسود لقد تكلف خطة
- تبدي الخزاية في وجوه الحسد
- لؤمت خلائقهم فكذب سعيهم
- عن سعي فرد في المكارم أوحد
- بلغ السيادة في بدوء شبابه؛
- إن الشباب مطية لسؤدد
- في كل يوم رتبة يزدادها؛
- ويشارف النقصان من لم يزدد
- ذو شكة يغدو الحسام المنتضى
- أحظى لديه من الحسام المغمد
- عاذت بنو شيبان منه بطورها
- والطور منزلة القصي الأبعد
- فغلت بحور الحرب إذ ضرمتها
- ناراً تعود بها السيوف وتبتدي
- إن المحرب لا يفوز فتعتلي
- أقسامه حتى يجور فيعتدي
- قد كان مال عن المطالب ناظري
- وعزمت كل العزم ألا أجتدي
- حتى ابتدأت بما ايتدأت بعظمه
- فغلبت عظم تماسكي وتزهدي
- لي بغية في واسط ما دونها
- إلا مناقلة الهجان الوخد
- سفر منعتهم الصعود فصوبوا؛
- والإنحدار سبيل من لم يصعد
- أما مصافحة الوداع فإنها
- ثقلت فما استطاعت تنوء بها يدي
- فعليكِ تضعيف السلام فإنني
- إما أروح غدا وإما أغتدي
- كم قد لوى الضبعي من دين لنا
- لم يقض أو عارية لم تردد
- وأقل ما أعتد منك وأرتجي
- من حسن رأيك في نجحك موعدي
المزيد...
العصور الأدبيه