الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ما لذا الظبي لا ينال اقتناصه >>
قصائدالبحتري
ما لذا الظبي لا ينال اقتناصه
البحتري
- ما لِذا الظّبْيِ لا ينالُ اقتِنَاصُهْ،
- وَهْوَ بالقُرْبِ بَيّنٌ إفْرَاصُهْ
- باتَ تَختَصُّهُ النّفُوسُ، وَمِنْ حبٍّ
- تحَلّى إلى النّفُوسِ اخْتِصَاصُهْ
- مُرْهَفٌ ما ثَنَى التّبَسّمَ، إلاّ
- أشرَقَ البَيْتُ أوْ أنَارَ خَصَاصُهْ
- كَثّرَ النّاسُ في هَوَانَا، وَقَالُوا
- فيهِ قَوْلاً يُرْضِي الوُشاةَ اقتصَاصُهْ
- مِنْ حَديثٍ تخَرّصُوهُ، وَقَدْ يُو
- قعُ شكّاً على الحَديثِ اخترَاصُهْ
- حُبَّ بالزُّورِ رَائحاً لعُيُونٍ،
- مَلأتْهَا، مَلاحَةً، أشخاصُهْ
- فتَنَتْني قُضْبَانُهُ، إذْ تَثَنّتْ،
- وَتَبَتّتْ، ثَقيلَةً، أدْعَاصُهْ
- لُؤلؤٌ أُعطيَ النّفَاسَةَ، حَتّى
- أُعطِيَتْ، فوْقَ حُكمِها، غُوّاصُهْ
- مَن يُودِّي قَولي إلى الشَّاه، والشَّا
- هُ رفيعُ الفَعَال، سروٌ مُصَاصُهْ
- رُبّ سَفرٍ أتَاكَ غَرْثانَ مِنْ زَا
- دِ اللُّهَى أُشبِعَتْ نَوَالاً خِماصُهْ
- وَمَكَرٍّ شَهِدْتَهُ، فغَدا قِرْ
- نُكَ فيهِ مُغَلِّساً إقْعَاصُهْ
- يَتَبَغّى العَدُوُّ فيه مَنَاصاً،
- يتَوَقّى بهِ، وَأيْنَ مَنَاصُهْ
- خُلُقٌ يَسْتَنيرُ، كالذّهَبِ الرّا
- ئِقِ حُسناً، إبْرِيزُهُ وَخِلاصُهْ
- وَاحِدَ العَهْدِ في تَنَقّلِ قَوْمٍ،
- ظاهِر عَنْ نِفَاقِهِمْ إخْلاصُهْ
- سَيّدٌ يغتَدي وَفَيضُ الغَوَادي
- فَيضُ إغزَارِ جُودِهِ وَقِصَاصُهْ
- مُتَداني الثُّغْبَانِ، إذْ ليسَ للمَا
- تحِ إلاّ الثّرَى، وَإلاّ امتصَاصُهْ
- يَتَرَقّى، عَلى شَبَاةِ الأعَادي،
- دَرَجَ ازْدِيادُهُ، وَانْتِقاصُهْ
- يَتَدنَى رَبَابُهُ، حينَ يَنْأى
- مُسْتَقِلاًّ على العُيونِ نَشاصُهْ
- بَسطَةٌ في السّلاحِ يَعجِزُ عَنها
- سابغُ السرْدِ زَغْفُهُ، وَدِلاصُهْ
- بَسطَةُ الرّمحِ، إذْ تَمَهَّلُ منها
- مارِنُ المَتنِ، في الوَغى، عَرّاصُهْ
- ذاهبٌ في عَمائرِ الغِرْشِ وَالغَوْ
- رِ، إلى مَنكِبٍ زَكتْ أعيَاصُهْ
- في رِبَاعٍ، تَرْتَادُ عَيْنُكَ فيهَا
- حُلَلَ المُلْكِ مُفْضِياتٍ عِرَاصُهْ
- شَرَفٌ يُمغِصُ الحَسودَ، وَمِن أد
- نَى جَزَاءٍ لحاسِدٍ إمْغَاصُهْ
- يا أبَا غَانِمٍ! بَقيتَ لإغْلا
- ءِ مَديحٍ تَجزِي الكِرَامَ ارْتخاصُهْ
- كَمْ وَجَدْناكَ عندَ آمَالِ رَكْبٍ
- رَاغبٍ، أوْجَفتْ إلَيكَ قِلاصُهْ
- أفرَصَتْ حاجةٌ إلَيكَ، وَقَد يَدْ
- عُو أخَا حَاجَةٍ إلَيْكَ افترَاصُهْ
- وَلَعَمْرِي، لَئِنْ أعَنْتَ لَقد ألْـ
- ـجَا إلى العَوْنِ يُونُسٌ وَعِفاصُهْ
- حاجةٌ، إنْ قضَيتَ فيها بأمر
- ذَلّ مأمُورُها وَقَلّ اعتِياصُهْ
- وَيَسيرٌ طِلابُ إنْصَافِ مَنْ لا
- ضُعْفُهُ مُعْوِزٌ، وَلا إمْصَاصُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه