الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لها منزل بين الدخول فتوضح >>
قصائدالبحتري
لها منزل بين الدخول فتوضح
البحتري
- لهَا مَنْزِلٌ بَينَ الدَّخولِ فَتُوضَحِ،
- مَتى تَرَهُ عَينُ المُتَيَّمِ تَسفَحِ
- عَفَا، غَيرَ نُؤيٍ دارِسٍ، في فِنائِهِ
- ثَلاثُ أثَافٍ، كالحَمائمِ، جُنّحِ
- وَعَهْدي بها، وَالعَيشُ جَمٌّ سُرُورُهُ،
- متى شِئْتُ لاقَاني هُناكَ بمُفْرِحِ
- لَيالي لُبَيْنى بَدْرُ لَيْلي، إذا دَجَا،
- وَشَمْسُ نَهارِي المُسفِرِ المُتَوَضِّحِ
- وَما الوَرْدُ يَجلوهُ الضّحَى في غُصُونه،
- بأحْسَنَ مِنْ خَدَّيْ لُبَينى وَأمْلَحِ
- وَإنّي لَتَثْنيني الصّبَابَةُ وَالأسَى
- إلى كَمَدٍ مُضْنٍ، وَشَوْقٍ مُبَرِّحِ
- هَنَتْكَ، أميرَ المُؤمنينَ، بِشارةٌ
- منَ الشّرْقِ جاءَتْ بالبَيانِ المُصرَّحِ
- تُخَبِّرُ عَنْ نصر المَوَالي وَعزهِمْ،
- وَخِذْلانِ عَبدوسٍ، وَإفلاحِ مُفلحِ
- لَقَدْ زُلزِلَتْ أرْضُ الجِبالِ بوَقْعَةٍ،
- أسَالَتْ دَماً في كلّ نَشزٍ وَأبْطَحِ
- كأنّ النّسورَ الوَاقِعاتِ، عَشِيّةً،
- على نَقَدٍ، حَوْلَ الجِمارِ، مُذَبَّحِ
- وَلَوْ وَقَفَ المَغرُورُ لالتَبَسَتْ بهِ
- زَنابيرُ سَرْعانِ الخَميسِ المُجَنَّحِ
- إذاً لاحتَسَى كأساً دِهاقاً منَ الرّدى،
- متى يَشْرَبِ البَاقي بهَا يَتَرَنّحِ
- لَقَدْ شَرّدَتْهُ الخَيلُ كُلَّ مُشرَّدٍ،
- وَطَرّحْنَهُ يَوْمَ الوَغَى كلَّ مَطْرَحِ
- تَنَدّمَ لَمّا أخْلَفَتْهُ ظُنُونُهُ،
- وَبَانَتْ خَزَايا مُفسِدٍ غيرِ مُصْلِحِ
- وأدْبَرَ مَنْكُوباً برأيٍ مُضَعَّفٍ،
- إلى الكَرَجِ القُصْا وَوَجهٍ مُقَبَّحِ
- فِراراً، وَعِظْمُ الجيشِ لمْ يُمْسِ مِنهمُ
- قريباً، وَتِلْكَ الحَرْبُ لمْ تَتَلَقَّحِ
- ولم يأت موسى في الموال عليهم
- سرابيل من نسج الحديد الموشح
- كَأنّي بطُلاّبِ الأمَانِ قَدِ التَقَوا
- بسُدّةِ مَوْصُوفِ الخِلالِ، مُمَدَّحِ
- إمامُ هُدًى تأوِي بِهِ مَكْرُمَاتُهُ
- إلى مَرْبَعٍ، من بَطنِ مكّةَ، أفيَحِ
- لهُ شَرَفُ البَيْتِ الحَرَامِ، وَفَخرُهُ،
- وَزَمزَمَ، وَالرّكْنِ العَتيقِ المُمَسَّحِ
- متى توعِدوهُ الحَرْبَ يَشغبْ فيَنتَقِمْ،
- وَإنْ تَسألوهُ العّفوَ يَعفُ، وَيَصْفحِ
- فَعِشْ، يا أمِيرَ المُؤمِنينَ، مُمَتَّعاً
- بنَصْرٍ جَدِيدٍ كُلَّ مُمْسًى وَمُصْبَحِ
- أعَنْتَ عَلى عَبْدِ العَزِيزِ وَرَهْطِهِ،
- وَشيعَتِهِ مِنْ أعْجَمِيٍّ، وَمُفصِحِ
- رَدَدْتَ عَلَيْهِ البَغْيَ، حتى صَرعتَه
- بتَدبيرِ مَنْصُورِ العَزِيمَةِ، مُنجِحِ
- وَلَمّا بَغَى المَخذولُ أيقَنْتُ أنّهُ
- فَرِيسَةُ مَشبُوحِ الذّرَاعَينِ، أصْبَحِ
المزيد...
العصور الأدبيه