الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لج هذا الحبيب في هجرانه >>
قصائدالبحتري
لج هذا الحبيب في هجرانه
البحتري
- لَجّ هذا الحَبيبُ في هِجْرَانِهْ،
- وَغَدا، والصّدُودُ أكبرُ شَانِهْ
- وَالذي صَيّرَ المَلاَحَةَ في خَـ
- ـدّيهْ،وَقْقاً والسّحْرَ في أجْفَانِهْ
- لا أطَعْتُ الوُشَاةَ فيهِ، وَلَوْ
- أسرَفَ في ظُلْمِهِ، وَفي عُدْوَانِهْ
- يا خَلِيلَيّ! باكِرَا الرّاحَ صُبْحاً،
- واسقِيَانِي من صِرْفِ ما تمزُجانِهْ
- وَدَعَا اللّوْمَ في التّصَابي فإنّي
- لا أرَى في السّلُوّ ما تَرَيَانِهْ
- قَدْ تَمَادَى الوَليُّ في هَطَلانِهْ
- وَأتَانَا الوَسْمِيُّ في إبّانِهْ
- وَأرَى الدَّكّتَينِ بَيْنَهُمَا أفْـ
- ـوافُ رَوْضٍ كالوَشْيِ في ألْوَانِهْ
- في ضُرُوبٍ من حُسنِ نَرْجِسه الغـ
- ـضّ وَمنْ آسِهِ وَمِنْ زَعْفَرَانِهْ
- ذاكَ قَصْرٌ مُبَارَكٌ تَقْصُرُ الأعْـ
- ـيُنُ دونَ الرّفيعِ مِنْ بُنْيَانِهْ
- فيهِ نَالَ الإمامُ تَكْرِمَةَ اللّـ
- ـهِ، وَفَضْلَ العَطاءِ من إحسانِهْ
- نَسْألُ الله أنْ يُتَمّمَ فِينَا
- حُسْنَ أيّامِهِ وَطِيبَ زَمَانِهْ
- ياابنَ عَمّ النّبيّ، واللاّبِسَ الفخـ
- ـرَينِ مِن نُورِهِ وَمن بُرْهَانِهْ
- أُضْعِفَتْ بَهجَةُ الخِلافةِ، وَارْتـ
- ـدّ شَبَابُ الدّنْيَا إلى عُنْفُوَانِهْ
- وَرَآكَ العِبَادُ مِنْ نِعَمِ اللَّـ
- ـهِ عَلَيهِمْ، وَطَوْلِهِ وامتِنَانِهْ
- عَلِمَ الله كَيْفَ أنتَ، فأعطا
- كَ المَحَلَّ الجَليلَ مِنْ سُلطانِهْ
- جَعَلَ الدِّينَ في ضَمَانِكَ والدّنـ
- ـيَا، فَعِشْ سالماً لَنَا في ضَمَانِهْ
المزيد...
العصور الأدبيه