الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لتهنئ أمير المؤمنين عطية >>
قصائدالبحتري
لتهنئ أمير المؤمنين عطية
البحتري
- لتهَنئً أميرَ المؤمنينَ عَطيّةً
- منَ الله يَزْكو نَيْلُها وَيَطيبُ
- يَدُ الله في فَتْحٍ إليكَ جَميلَةٌ،
- وإنْعَامُهُ فيهِ عَلَيْكَ عَجيبُ
- وَليُّكَ دُونَ الأوْلِيَاءِ مَحَبّةً،
- وَمَوْلاَكَ والمَوْلَى الصّرِيحُ نَسيبُ
- وَعَبدُكَ أحْظَتْهُ لَدَيْكَ نَصِيحَةٌ،
- وأرْضَاكَ منهُ مَشهَدٌ وَمَغيبُ
- رَمَتْهُ صُرُوفُ النّائبَاتِ فأخطأتْ،
- كذا الدّهرُ يُخطي مَرّةً وَيُصِيبُ
- وَلَم أنْسَهُ يَطفُو وَيَرْسُبُ تارَةً،
- وَيَظْهَرُ للرّائينَ ثُمّ يَغيبُ
- دَعا باسمكَ المَنصُورِ والمَوْجُ غامرٌ
- لدَعوَتِهِ والمَوْتُ منهُ قَرِيبُ
- وأُقسِمُ لوْ يَدعوكَ والخَيلُ حَوْلَهُ،
- لَفَرّجَهَا عَنْهُ أغَرُّ نَجيبُ
- فَلَوْلا دِفَاعُ الله دامَتْ على البُكا
- عُيُونٌ، وَلَجّتْ في الغَرَامِ قُلُوبُ
- فَجَاءَ على يأسٍ وَقد كادتِ القُوَى
- تَقَطَّعُ والآمَالُ فيهِ تَخيبُ
- فَيَا فَرْحَةً جاءَتْ على إثرِ تَرْحةٍ،
- وَبُشرَى أتَتْ بعدَ النّعيّ تَؤوبُ
- ثَنَتْ من تَبَارِيحِ الغَليلِ، وَنَهْنَهَتْ
- مَدامعَ مَا تَرْقَا لَهُنّ غُرُوبُ
- بَقيتَ أميرَ المؤمنينَ، فإنّما
- بَقاؤكَ حُسْنٌ للزّمانِ وَطيبُ
- وَلا كَانَ للمَكرُوهِ نَحوَكَ مَذهَبٌ،
- وَلاَ لصُرُوفِ الدّهرِ فيكَ نَصِيبُ
المزيد...
العصور الأدبيه