الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> شاقني بالعراق برق كليل >>
قصائدالبحتري
شاقني بالعراق برق كليل
البحتري
- شاقَني بالعِرَاقِ بَرْقٌ كَليلُ،
- وَدَعَاني للشّامِ شَوْقٌ دَخيلُ
- وَأرَى هِمّتي تُكَلّفُني حَمْـ
- ـلَ أُمُورٍ، خَفيفُهُنّ ثَقيلُ
- كُلّمَا قُلْتُ قَد أرَحتُ رِكَابي،
- ذَهَبَتْ بي عنِ الحُقوقِ الفُضُولُ
- وَلَوَ انّي رَضِيتُ مَقْسُومَ حَظّي،
- لَكَفَاني مِنَ الكَثيرِ القَليلُ
- أيّهَذا الوَزِيرُ! ثَمَّ لكَ الطَّوْ
- لُ، وَلا زِلْتَ تُرْتَجَى وَتُنيلُ
- أنْتَ فينَا بَقيّةُ الدّينِ وَالدّنْـ
- ـيَا، وَظِلُّ النّعمَى علَينا الظّليلُ
- ما بَلَغْنَا التّقسيطَ، حتّى خَشينَا
- عَثرَةً، ما يُقَالُهَا المُستَقيلُ
- قَد لعَمرِي دافَعتَ عن نِعَمِ القوْ
- مِ أوَانَ انْكفتْ وَكادَتْ تَزُولُ
- مانِعاً مِنْ جَليلِ مَا أسْلَمُوهُ،
- إنّمَا يَدْفَعُ الجَليلَ الجَليلُ
- حَسْبُنَا الله في إدامَةِ مَا عَوّ
- دَنَا فيكَ، وَهوَ نِعْمَ الوَكيلُ
- بَعُدَتْ بي مَسَافَةٌ، وَثَنَانَى
- أمَدٌ، دونَ ما طلَبتُ، طَوِيلُ
- وَسَئِمتُ المَقَامَ، حتّى لقَد صَا
- رَ شَبيهاً بالنُّجحِ عندي الرّحيلُ
- مَتَى رُمتُ نُصرَةً مِنْ شَفيعي،
- فَشفيعي عَنْ نُصْرَتي مَشْغُولُ
- بَينَ كَأسٍ وَعَلةٍ، فَهْوَ إمّا
- مُبْتَدِي نَشْوَةٍ، وَإمّا عَليلُ
- جُمعَةٌ تَنقَضِي، وَشَهْرٌ يُوَفّى
- عَدُّ أيّامِهِ، وَحَوْلٌ يَحُولُ
- أنَا غَادٍ وَرَائحٌ عَنكَ بالشّكْـ
- ـرِ، فماذا تَرَى، وَماذا أقُولُ
المزيد...
العصور الأدبيه