الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> دع دموعي في ذلك الإشتياق >>
قصائدالبحتري
دع دموعي في ذلك الإشتياق
البحتري
- دَعْ دُمُوعي في ذَلِكَ الإشْتِياقِ
- تَتَنَاجَى بِفِعْلِ يَوْمِ الفِرَاقِ
- فعَسَى الدّمْعُ أنْ يُسَكِّنَ بالسّكْـ
- ـبِ غَليلاً مِنْ هَائِمٍ مُشْتَاقِ
- إنّ رَيّا لمْ تَسْقِ رَيّاً مِنَ الوَصْـ
- ـلِ، وَلمْ تَدْرِ ما جَوَى العُشّاقِ
- بَعَثَتْ طَيْفَهَا إليّ، وَدُوني
- وَخْدُ شَهْرَينِ للمَهارِي العِتَاقِ
- زَارَ وَهْناً مِنَ الشّآمِ، فَحَيّا
- مُسْتَهَاماً صَبَا بأعْلَى العِرَاقِ
- فَقَضَى ما قَضَى، وَعَادَ إلَيْهَا،
- وَالدّجَى في ثِيَابِهِ الأخْلاقِ
- قَدْ أخَذْنَا مِنَ التَّلاقي بِحَظٍّ،
- وَالتّلاقي في النّوْمِ عَدْلُ التّلاقي
- يَا أبَا نَهْشَلٍ وَلا زَلتَ يَسْـ
- ـقيكَ على حالَةٍ مِنَ الغَيثِ ساقِ
- لَوْ تَرى لوْعَتي ، وَحُزْني،، وَوَجدي
- وَغَليلي، وَحُرْقَتي، وَاشتِياقي
- وَالتِفَاتي إلَيكَ مِنْ جَبَلِ القَا
- طولِ وَالدّمعُ ساكبٌ ذو انْدِفاقِ
- لَتَيَقّنْتَ أنّني صَادِقُ الوِدّ
- وَفيٌّ بالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ
- وَبِنَفْسِي وَأُسرَتي حُسْنَ ذاكَ الْـ
- ـأدَبِ الأرْيَحيّ، وَالأخْلاقِ
- وَالنّدَى الصّامِتيَّ وَالمَلِكَ الأبْـ
- ـلَخَ في أُخْرَياتِ ذاكَ الرُّوَاقِ
- دائِمُ الإنْفِرَادِ بالرّأيِ في
- الخَلْوةِ لا يَتّقي اللّيَالي بِوَاقِ
- تَتَفادَى الخُطُوبُ، إنْ وَاجهتَهُ،
- حينَ يُغْرَى بالفِكْرِ وَالإطْرَاقِ
- صَامتيٌّ، يَغْدُو فتَغدو بيُمْنَا
- هُ طَرِيقَ الآجَالِ وَالأرْزَاقِ
- بِوَعيدٍ وَمَوْعِدٍ كانْسِكَابِ الـ
- ـغَيْثِ بَينَ الإرْعادِ وَالإبْرَاقِ
- وَمَعَالٍ أصَارَهَا لاجْتِماعٍ،
- شَمْلُ مَالٍ أصَارَهُ لافْتِرَاقِ
- وَعَطَايَا تأَْتَى رِفَاقاً، فَيَصْدُرْ
- نَ رِفَاقَ العافِينَ بَعدَ الرّفاقِ
- مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ بِعارِضِ جُودٍ،
- بَاسِطٌ ظِلّهُ عَلى الآفَاقِ
- وَبِعَزْمٍ لَوْ دافَعَ الفَجْرَ ما أقْـ
- ـبَلَ وَجْهٌ للشّرْقِ في إشْرَاقِ
- وَجَلالٍ، لَوْ كانَ للقَمَرِ البَدْ
- ـرِ لَمَا جازَ فيهِ حُكْمُ المِحَاقِ
- يَصْدُرُ الجُودُ عَن عَطاءٍ جَزِيلٍ
- منهُ، وَالبأسُ عَنْ دَمٍ مُهْرَاقِ
المزيد...
العصور الأدبيه