الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> برق أضاء العقيق من ضرمه >>
قصائدالبحتري
برق أضاء العقيق من ضرمه
البحتري
- بَرْقٌ أضَاءَ العَقيقُ منْ ضَرَمهْ،
- يُكَشِّفُ اللّيلَ عن دُجَى ظُلَمهْ
- ذَكّرَني بالوَميضِ، حينَ سرَى،
- من ناقضِ العَهْدِ، ضَوْءُ مُبتَسَمهْ
- ثَغْرَ حَبيبٍ، إذا تألّقَ في
- لَمَاهُ عَادَ المُحبُّ في لَمَمهْ
- مُهَفْهَفٌ، يَعطِفُ الوِشاحَ على
- ضَعيفِ مَجرَى الوِشاحِ مُهْتَضِمِهْ
- يَجْذُبُهُ الثّقْلُ، حينَ يَنهَضُ من
- وَرَائِهِ، والخُفُوفُ من أمَمهْ
- إذا مَشَى أُدْمجَتْ جَوَانبُهُ،
- واهتَزّ منْ قَرْنِهِ، إلى قَدَمهْ
- قد حالَ من دونِهِ البعادُ وَتَشريـ
- ـقُ صُدورِ المَطيّ، في لَقَمهْ
- أشْتَاقُهُ من قُرَى العَراقِ عَلى
- تَبَاعُدِ الدّارِ، وهْوَ في شَأمهْ
- أحْببْ إلَيْنَا بدارِ عَلْوَةَ منْ
- بَطْيَاسَ، والمُشرِفَاتِ من أكَمْه
- باسِطُ رَوْضٍ تَجرِي يََنَابعُهُ،
- مِنْ مُرْجَحِنّ الغَمامِ، مُنسجِمهْ
- يَفضُلُ في آسِهِ وَنَرْجِسِهِ،
- نَعمانَ في طَلحهِ، وفي سَلَمهْ
- أرْضٌ عَذاةٌ، وَمُشرِفٌ أرِجٌ،
- وَمَاءُ مُزْنٍ يَفيضُ مِنْ شَبِمهْ
- هَلْ أرِدُ العَذْبَ منْ مَناهلِه،
- أوْ أطْرُقُ النّازِلِينَ في خِيَمِهْ
- مَتى تَسَلْ عَنْ بَني ثَوَابَةَ يَخبرْ
- كَ السّحابُ المَحبُوكُ عَن دِيمَهْ
- تُبِلُّ منْ مَحلها البلادُ بهمْ،
- كمَا يُبِلُّ المَرِيضُ من سَقَمهْ
- أقسَمتُ بالله ذي الجَلالَةِ والعزّ،
- وَمثْلِي مَنْ بَرّ في قَسَمهْ
- وَبالمُصَلّى، وَمَنْ يُطِيفُ بهِ،
- والحَجَرِ المُبْتَغَى، وَمُسْتَلَمِهْ
- إذا اشرَأبّوا لَهُ، فمُلْتَمِسٌ
- بكَفّهِ، أوْ مُقَبِّلٌ بفَمهْ
- إنّ المَعَالِي سَلَكْنَ قَصْدَ أبي العَـ
- ـبّاسِ حتّى عُدِدْنَ منْ شيَمهْ
- مُعَظَّمٍ لمْ يَزَلْ تَواضُعُهُ،
- لآملِيهِ، يَزِيدُ في عِظَمهْ
- غَيرِ ضَعِيفِ الوَفَاءِ ناقصِهِ،
- ولا ظَنِينِ التّدبيرِ مُتّهَمهْ
- ما السّيفُ عَضْباً، يُضِيءُ رَونَقُهْ،
- أمْضَى على النّائباتِ منْ قَلَمهْ
- حامي عنْ المَكْرُماتِ، مُجْتَهداً
- جُهْدَ المُحامي عن مالهِ، وَدَمهْ
- ما خالَفَ المُلْكُ حالَتَيْهِ، وَلا
- غَيّرَ عزُّ السُّلطانِ منْ كَرَمهْ
- تَمّ على عَهْدِهِ القَدِيمِ لَنَا،
- والسّيْلُ يَجرِي على مدى أَقَِمهْ
- يَدْنُو إلَيْنا بالأُنْسِ، وَهْوَ أخٌ
- للنّجْمِ في بأوِهِ، وَفي بَذَمهْ
- إذا رَأيْنَا ذَوِي عنَايَتِهِ
- لَدَيْهِ خِلْنَاهُمُ ذَوِي رَحِمهْ
- وإنْ نَزَلْنَا حَرِيمَهُ، فَلَنَا
- هُنَاكَ أمْنُ الحَمَامِ في حَرَمهْ
- كانَ لَهُ الله حَيثُ كانَ، وَلاَ
- أخْلاهُ منْ طَوْلِهِ وَمنْ نِعَمهْ
- حَاجَتُنا أنْ تَدُومَ مُدّتُهُ،
- وَسُؤلُنَا أنْ نُعَاذَ منْ عَدَمه
- لَهُ أيَادٍ عندِي، وَلي أمَلٌ،
- ما زَالَ في عَهْدِهِ وفي ذِمَمه
المزيد...
العصور الأدبيه