الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> بات نديما لي حتى الصباح >>
قصائدالبحتري
بات نديما لي حتى الصباح
البحتري
- باتَ نَديماً لي، حتى الصّبَاحْ،
- أغْيَدُ مَجدولُ مَكانِ الوِشاحْ
- كَأنّمَا يَضْحَكُ عَنْ لؤلُؤٍ
- مُنَظَّمٍ، أوْ بَرَدٍ أوْ أَقَاحْ
- تَحْسِبُهُ نَشْوَانَ، إمّا رَنَا،
- للفَتْرِ مِنْ أجْفَانِهِ، وَهوَ صَاحْ
- بِتُّ أفْديهِ، وَلا أرْعَوِي
- لنَهْيِ نَاهٍ عَنْهُ، أوْ لحيِ لاحْ
- أمْزُجُ كأسِي بجَنَا رِيقِهِ،
- وَإنّمَا أمْزُجُ رَاحاً بِرَاحْ
- يُسَاقِطُ الوَرْدَ عَلَيْنَا، وَقَدْ
- تَبَلّجَ الصّبْحُ، نَسيمُ الرّيَاحْ
- أغْضَيْتُ عَنْ بَعضِ الذي يَتّقى
- مِنْ حَرَجٍ في حُبّهِ،، أوْ جُنَاحْ
- سِحرُ العُيُونِ النُّجلِ مُستَهْلِكٌ
- لُبّي، وَتَوْرِيدُ الخُدودِ المِلاحْ
- قُلْ لأبي نُوحٍ، شَقيقِ النّدَى،
- وَمَعدِنِ الجُودِ، وَحِلفِ السّماحْ
- أعُوذُ بالرّأيِ الجَميلِ الذِي
- عُوّدْتُهُ، وَالنّائِلِ المُسْتَمَاحْ
- مِنْ أنْ تَصُدّ الطّرْفَ عَنّي، وَأن
- أخيبَ في جَدْوَاكَ بَعدَ النّجاحْ
- إنْ كانَ لي ذَنْبٌ، فعَفواً، وَإنْ
- لمْ يَكُ لي ذَنْبٌ، فَفيمَ اطّرَاحْ
- أبَعْدَ أسبَابٍ مِتَانِ القُوَى
- مِنْ فَرْطِ شكرٍ سائِرٍ، وَامتِداحْ
- يُخْبِرْنَ عَنْ قَلْبٍ قَديمِ الهوَى
- فيكَ، وَعَنْ صَدْرٍ أمينِ النَّوَاحْ
- أشْمَتَّ أعدائي، وَأخرَجْتَني
- مِنْ سَيْبِكَ المُغدَى عَليّ المُرَاحْ
- فهَلْ لأُنْسٍ بَانَ مِنْ رَجْعَةٍ،
- أمْ هَلْ لحالٍ فَسَدَتْ من صَلاحْ
- إنّيَ مِنْ صَدّكَ في لَوْعَةٍ،
- تَغَوّلَتْ لُبّي، وَهاضَتْ جَناحْ
- لَستُ على سُخطِكَ جَلْدَ القُوَى،
- وَلا على هَجرِكَ شاكي السّلاحْ
المزيد...
العصور الأدبيه