الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أنبيك عن عيني وطول سهادها >>
قصائدالبحتري
أنبيك عن عيني وطول سهادها
البحتري
- أُنَبّيكِ عَن عَيني، وَطُولِ سُهَادِها،
- وحرقة قلبي بالجوى واتقادها
- وَأنّ الهُمُومَ اعتَدنَ بَعدكِ مَضْجِعي،
- وَأنتِ التي وَكّلتِني باعْتِيَادِهَا
- خَليلَيّ! إنّي ذاكِرٌ عَهْدَ خُلّةٍ
- تَوَلّتْ، وَلَمْ أذْمُمْ حَميدَ وَدادِهَا
- فَوَاعَجَبا! مَا كَانَ أقصر دهرَها
- لَدَيّ، وأدْنَى قُرْبَهَا مِنْ بِعَادِهَا
- وَكنتُ أرَى أنّ الرّدى قَبلَ بَينِها،
- وَأنّ افتِقَادَ العَيشِ دونَ افتِقَادِهَا
- بِنَفْسِيَ مَنْ عادَيتُ مِنْ أجلِ فَقدِه
- بِلادي، وَلَوْلا فَقْدُهُ لمْ أُعَادِهَا
- فَلا سُقِيَتْ غَيْثاً دِمَشقُ، وَلا غدتْ
- عَلَيها غَوَادي مُزْنَةٍ لعِهَادِهَا
- وَقَدْ سَرّني أنّ الخَليفَةَ جَعْفراً
- غَدا نَاهِداً، في أهلِهَا، وَبِلاَدِهَا
- إمَامٌ، إذا أمضَى الأُمُورَ تَتَابَعَتْ
- على سَنَنٍ مِن قَصْدِها، وَسَدَادِهَا
- وما غيرت منه الخلافة شيمه
- وقد أمكنته عنوة من قيادها
- وما زالت الأعداء تعلم أنه
- يجاهدها في الله حق جهادها
- ولما طغت في دارها الروم واعتدت
- سفاها رماها جعفر بحصادها
- أعد لها فرسان جيش عرمرم
- عداد حصى البطحاء دون عدادها
- كتائب نصر الله أمضى سلاحها
- وعاجل تقوى الله أكثر زادها
- فَلا تُكثِرِ الرّومُ التّشَكّي، فإنّهُ
- يُرَاوِحُهَا بالخَيلِ، إنْ لَمْ يُغَادِهَا
- وَلَمْ أرَ مِثْلَ الخَيلِ أجلَى لغَمرَةٍ،
- إذا اختَلَفَتْ في كَرّها وَطِرَادِهَا
- بَقيتَ أميرَ المُؤمِنينَ، وأنْفَدَتْ
- حَياتُكَ عُمرَ الدّهرِ، قَبْلَ نَفادِهَا
المزيد...
العصور الأدبيه