الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أمن أجل أن أقوى الغوير فواسطه >>
قصائدالبحتري
أمن أجل أن أقوى الغوير فواسطه
البحتري
- أمنْ أجلِ أنْ أقوَى الغُوَيرُ فَوَاسطُهْ،
- وأقْفَرَ، إلاّ عِينُهُ وَنَوَاشطُهْ
- بَكَى مُغرَمٌ نَاطَ الغَليلَ بقَلْبِهِ،
- عَشيّةَ بَينِ المَالكيّةِ، نائطُهْ
- وَصَلْنَ الغَوَاني حَبْلَهُ، وَهوَ ناشىءٌ،
- وَقَارَضْنَهُ الهِجْرَانَ والشّيبُ واخطُهْ
- وقد وَرَدَتْ أهواؤهنّ فؤادَهُ
- ولا حُبّ إلا حُبّ عَلوَةَ فارِطُه
- ولمّا التقينا والنّقا مَوْعدٌ لنا
- تعجَّبَ رائي الدُّرّ حُسناً ولاقطُهْ
- فمنْ لؤلؤٍ تجلوه عند ابتسامتها
- ومن لؤلؤٍ عند الحديثِ تُساقطُه
- أشيم سُحَابَ الغرب: هل رُكنُ جوشنٍ
- أو المُنكَفَا من بانَقُوسَا مَهابطُه
- لِتُسْقَى، وَمَا السّقْيَا لَدَيّ بحَقّها،
- مَحاني قُوَيْقٍ، رَيُّها، وَبَسائطُهْ
- لَعَمْرُكَ ما في شِيرَزَادَ ولا ابْنِهِ،
- مَكَانٌ تُدانِيهِ العُلا أوَتُخَالِطُهْ
- حَمَتْهُ الدّهَاقينُ الرُّبَى، وَتَسافلَتْ
- بقُطْرُبَّلٍ، أعْلاجُهُ وأنَابِطُهْ
- مَظِنّةُ خَمّارِينَ، تُمْسي لَئيمَةً
- أُقَيْوَامُهُ في أهْلهَا، وأرَاهِطُهْ
- وأحْجِ بحَجّامِ الدّسَاكِرِ أنْ يُرَى
- لَهُ ابنُ ضَلالٍ نازحُ الخَيرِ شاحِطُهْ
- إذا قُلْتُ قَدْ ألقَى يَداً لصَنيعَةٍ،
- أبَاهَا أبو عِمْرَانهِ، وَمَشارِطُهْ
- يَبيتُ مُعَنّى النّفسِ من لؤمِ أصْلِهِ،
- بأنْ يَقبِضَ الرّزْقَ الذي الله باسطُهْ
- ويَغْدُو ويَعْقُوبُ اْبنُهُ مُتَرَسُّلٌ
- يُزَانِيهِ في أولاَدِهِ ويُلاَوِطُهْ
- فأيُّ خِلالِ اللّؤمِ لمْ يَعتَصِبْ بها،
- رَكُوبُ الدّنايا، حارِضُ القدرِ، ساقطُهْ
- زَعيمٌ بخِدْنِ السّوءِ، يوجَدُ عندَهُ
- إذا ما ابنُ مَيمُونٍ أتاهُ يُضَارِطُهْ
- وَمَا مِنْهُما إلاَّ زُنَيْدِيقُ قَرْيَةٍ
- يُلاَكِنُ مانِي حَمْقَهُ ويُعَافِطُه
- متى أتَعَلّقْ من أبي الصّقْرِ ذِمّةً،
- يَذُدْ عن حَرِيمي وَافرُ الجأشِ رَابطُهْ
- أخٌ ليَ لا يُدْني الذي أنَا مُبْعِدٌ
- لشيءٍ، ولا يَرْضَى الذي أنا ساخطُهْ
- لمَصْقَلَةَ البَكْرِيَّ يُنمَى، وَمن يكن
- لمَصْقَلَةَ البَكْرِيّ تشْرُفْ فَوَارِطُهْ
- مَعَالٍ، بَنَاهَا صعْبُهُ، وَعَليُّهُ،
- وَوَائِلُهُ، وَيْلُ العَدُوّ وَقَاسطُهْ
- بَهَاليلُ يَوْمِ الجُودِ تَجرِي شِعَابُهُ،
- وآسَادُ يَوْمِ الحَرْبِ يَحمَرُّ ماقطُهْ
- مَتى تَغْشَهُ للنّائلِ الرَّغْبِ تَنْدَفِعْ
- إلى وَرَقٍ لا يرْهَبُ العُدْمَ خَابِطُه
- وَما رَشَحَتْ شَيْبَانُ فَضْلَ عَطائهِ،
- بلِ البْحرُ غَطَّى الرَّاسِيَاتِ غُطَامِطُهْ
- وَقَدْ وَليَ التَّدبِيرَ أَشْوَسُ، عِندهُ
- خِلالُ السَّدادِ كُلُّها وَشَرَائطُهْ
- غَدا، وَهُوَ واقي المَلْكِ مِمّا يَغُضُّهُ،
- وَكَافِيهِ تِلْكَ المُعضلاَتِ وحَائِطُه
- مُقَوِّمُ رَأسِ الخَطبِ، حتّى يَرُدّهُ
- إذا الخَطْبُ أرْبَى شَغْبُهُ وَتخَامُطُهْ
- جَزَتْكَ جَوَازِيَ الخَيرِ عن مُتَهَضِّمٍ
- تَكَفّا عَليهِ جائرُ الحُكمِ قاسطُه
- وَلمّا أتَاهُ الغَوْثُ من عَدلكَ انثَنَى
- وَرَاحِمُهُ من ذلكَ الجَوْرِ، غابطُهْ
- تَلاَفَيْتَ حَظّي بَعدَ مَا كان وَاقِعاً،
- وأدرَكَتَ حَقّي بَعدَمَا شاطَ شائطُهْ
- وَمَا كنتُ بالمَخسوسِ رُوشِيَ فارْتَشَى،
- وَلا بالغَبيّ اقتَادَهُ مَنْ يُغالطُهْ
- وَلا كَانَ خَصْمي يَوْمَ طأطأتُ ظُلمَهُ
- بنَافِعِهِ إسْرَافُهُ، وَتَحَالُطُهْ
- فإنْ أُثْنِ لا أبْلُغْ، وإنْ أُلفَ غامطاً
- لطَوْلِكَ لا يَسعدْ بطَوْلِكَ غامِطُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه