الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أمرر على حلب ذات البساتين >>
قصائدالبحتري
أمرر على حلب ذات البساتين
البحتري
- أُمْرُرْ عَلى حَلَبٍ ذاتِ البَساتِينِ،
- وَالمَنظَرِ السّهلِ، وَالعَيشِ الأفَانِينِ
- وَقُلْ لِدُحْمَانَ ، إنْ وَاجَهْتَ جُمّتَه،
- تَقُلْ لمُضْطَرِبِ الأخلاقِ مأفُونِ
- أمسَكْتَ نَيلَكَ إمْسَاكَ القُمُدّ، وَلوْ
- أعطَيْتَ لمْ تُعطِ غَيرَ القُلّ وَالدّونِ
- ما كانَ في عُقَلاءِ النّاسِ لي أمَلٌ،
- فكَيفَ أمّلْتُ خَيراً في المَجانِينِ
- لا تَفخَرَنّ، فلَمْ يُنسَبْ أبوكَ إلى
- بَهرَامِ جُورٍ، وَلا بَهرَامِ شُوبينِ
- لا النّوْشَجانُ، وَلا نوبَختُ طافَ به،
- وَلا تَبَلّجَ عن كِسرَى وَسيرِينِ
- إن عَلَتْ هَضَبَاتُ الفُرْسِ من شَرَفٍ،
- رَاحَتْ شيوخُكَ قُعساً في التّبابِينِ
- مُقَوَّسينَ عَلى البَرْبَنْدِ، يُطرِبُهُمْ
- سَجعُ الزَّمَرْتا، وَأصْوَاتُ الطّوَاحينِ
- أدّى خَرَاجيَ، لمّا أنْ بَخُلْتَ بهِ،
- حَيا نَدَى مَيّتٍ في مُوشَ مَدفونِ
- بَقِيّةٌ مِنْ عَطَاءِ البَحْرِ رَغّبَني
- بها عن الطُّحلُبِ المُخضَرّ، وَالطّينِ
- فإنْ تَنَاسَيْتُ نُعْمَاهُ التي قَدُمَتْ،
- فْكُنْتُ مثلَكَ في الدّنيا وَفي الدّينِ
المزيد...
العصور الأدبيه