الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ألمع برق سرى أم ضوء مصباح >>
قصائدالبحتري
ألمع برق سرى أم ضوء مصباح
البحتري
- ألَمْعُ بَرْقٍ سَرَى أمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ،
- أمِ ابْتِسَامَتُهَا بالمَنْظَرِ الضّاحِي
- يا بُؤسَ نَفْسٍ عَلَيْهَا جِدُّ آسِفَةٍ،
- وَشَجْوَ قَلْبٍ إلَيها جِدُّ مُرْتَاحِ
- وَيَرْجْعُ اللّيلُ مُبيَضّاً إذا ابَتَسَمَتْ
- عَنْ أبْيَضٍ خضلِ السِّمْطَينِ لَمّاحِ
- تَهْتَزُّ مِثلَ اهْتِزَازِ الغُصْنِ أتْعَبَهُ
- مُرُورُ غَيْثٍ منَ الوَسميّ سَحّاحِ
- وَجَدْتِ نَفسَكِ مِنْ نَفسي بمَنزِلَةٍ،
- هي المُصَافَاةُ، بَينَ المَاءِ والرّاحِ
- أُثني عَلَيكِ فأنّي لمْ أخفف أحَداً
- يَلْحي عَلَيكِ، وَمَاذا يَزْعُمُ اللاحِي
- وَلَيلَةَ القَصْرِ، والصّهباءُ قاصرَةٌ
- للّهوِ، بَينَ أبارِيقٍ وأقْدَاحِ
- أرْسَلْتِ شُغْلَيْنِ مِنْ لَفْظٍ مَحَاسِنُهُ،
- تُدوِي الصّحيحَ، وَلَفْظٍ يُسكرُ الصّاحي
- حيّيتُ خَدّيكِ بل حيّيتُ من طَربٍ
- وَرْداً بوَرْدٍ، وَتُفّاحاً بتُفّاحِ
- كم نَظرَةٍ لي خلال الشّامِ لوْ وَصَلَتْ
- رَوَتْ غَليلَ فؤَادٍ منكِ مُلتَاحِ
- والعِيسُ تَرْمي بأيديها على عَجَلٍ،
- في مَهَمَهٍ مثلِ ظَهرِ التُّرسِ رَحرَاحِ
- تهدي إلى الفَتحِ، والنُّعمى بذاكَ لَهُ،
- مَدْحاً يُقَصّرُ عَنْهُ كُلُّ مَدّاحِ
- تَكَشّفَ اللّيلَ مِن لألاءِ غُرّتِهِ،
- عَن بَدرِ داجِيَةٍ، أوْ شمس إصْبَاحِ
- مُهَذَّبٌ، تُشرِقُ الدّنيا لطلعتِهِ،
- عن أبْيَضٍ مِثلِ نَصْلِ السّيفِ وَضّاحِ
- غَمْرُ النّوَالِ، إذا الآمالُ أكذَبَهَا
- ثِمَادُ نَيْلٍ منَ الأقْوَامِ ضَحضَاحِ
- مَوَاهبٌ ضَرَبَتْ في كلّ ذي عَدَمٍ،
- بثَرْوَةٍ، وأماحَتْ كُلَّ مُمْتَاحِ
- كأنّما باتَ يَهمي، في جَوَانِبِهَا،
- رُكامُ مُنتَثِرِ الحِضْنَينِ، دَلاّحِ
- قَدْ فَتّحَ الفَتْحُ أغلاقَ الزّمانِ لَنَا،
- عَمّا نُحاوِلُ مِنْ بَذْلٍ، وإسْمَاحِ
- يَسمُو بكَفٍّ، على العافينَ، حانيَةٍ،
- تَهمي، وَطَرْفٍ إلى العَلياءِ طَمّاحِ
- إنّ الذينَ جَرَوْا كَي يَلحَقُوهُ ثَنَوْا
- عَنهُ إعِنّةَ ظَلاّعٍ وَطَلاّحِ
- طالَ المَدَى دونَهُ، حتّى لوَى بِهِمُ
- عَنْ غُرّةٍ سَبَقَتْ منهُ، وأوْضَاحِ
المزيد...
العصور الأدبيه