الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أفق إن ظلم الدهر غير مفيق >>
قصائدالبحتري
أفق إن ظلم الدهر غير مفيق
البحتري
- أَفِقْ، إِنَّ ظُلْمَ الدَّهْرِ غَيْر مُفِيقِ
- وَإِِنَّ رَفِيقَ الْبَثِّ شَرُّ رَفِيقِ
- تَشَعَّبُ بِي مُسْتَأْنَفَاتُ فُنُونِهِ
- طَرِيقاً الى الأَشْجَانِ غَيْرَ طَرِيقي
- فَنَفْسي فَرِيقا قِسْمَةٍ ،أَغفلَ الهوى
- فَرِيقاً ،وأَوْدَى شُغْلُهُ بِفرِيقِ
- وفي كَبِدِي نارُ اشْتِياقٍ كَأَنَّها
- إِذا أُضْرِمَتْ لِلْبُعْدِ نَارُ حَرِيقِ
- لِذكرى زَمَانٍ بانَ مِنَّا بِنَصْرةٍ
- وَعَيْشٍ مَضَى بالرَّقَّتَيْن رَقيقِ
- كَتَمْتُكَ لَمْ أُخْبِرْكَ عن ذُلِّ عاشقٍ
- تَمادَى بهِ وَجْدٌ ، ودَلِّ عَشِيقِ
- وَإِنِّي بَرِيٌّ مِنْ وِدَادِ أَصادِقٍ
- وِدَادُهُمُ بالغَيْبِ غَيْرُ صَدُوقِ
- شَبِيهانِ :إِحْسَاني بِهِمْ وإِسَاءَتي،
- ومِثْلاَنِ : بِريِّ عِنْدَهُمْ وعُقُوقي
- أَقولُ، وَخَلَّى صاحِبايَ إِرادتي
- وَقَدْ سَلَكا بالأَمْسِ غيرَ طَريقي:
- خُذاني عَلَى مِيمَاسِ حِمْصٍ فإِنَّني
- إِلى خِلِّيَ الحِمصِيِّ جِدُّ مشُوقٍ
- أَشاقُ عَلَى العهْدِ القَديمِ،وأَبتْغِي
- زِيادةَ قُرْبٍ مِنْهُ وَهْوَ لَصِيقي
- يَطُولُ بِكفٍّ في السَّماحةِ طَلْقةٍ
- وَوْجَةٍ إِلى المُسْترْفِدِينَ طَليقِ
- له حَسَبٌ في الأَقدَمِين مُقَدَّمٌ،
- ونابِهُ فَخْرٍ في الفخَارِ عَتِيقِ
- مَتَى اخْتُبِرَ الفِتيانُ عن حَمْلِ مُغْرمٍ
- فَمِنْ عاجِز عن آدِهِ ومُطِيقِ
- وَجَدتُ شَقِيقَ الجُودِ دُونَهُمُ أَبَا
- عَلِيِّ على عَلاَّتهِ ابْنَ شَقيقِ
- فَتىً لِدنِيِّ الأَمرِ جِدُّ مُباعِدِ
- وبالخُلقِ المَرضىِّ جِدُّ خَلِيقِ
- أَعُدُّ بِهِ ذُخْرِي ليُسْرِي وعُسْرَتي،
- ومُعْتَصَرِي في فَرْجَتي ومَضيفي
- وأدْنى بَني عَمِّي إِلَّي،وإِنَّما
- دُنُوُّ ابْنِ عَمِّي أَنْ يَكُونَ صَديقي
المزيد...
العصور الأدبيه