الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى >>
قصائدابن عنين
عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى
ابن عنين
- عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى
- نحوي وما جالَ في عيني لذيذُ كرى
- وكيف ترقدُ عينٌ طولَ ليلتِها
- تدافعُ المقلقينَ الدمعَ والسهرا
- باتتْ وساوسُ فكري فيكِ تخدعني
- أَطماعُها وتُريني آلَهُ غُدُرا
- أحبابَنا ما لِدمعي كلما اضطرمتْ
- نارُ الجوى بينَ أحناءِ الضلوعِ جرى
- وما لصبري الذي قد كنتُ أذخرُه
- على النوى ناصراً يوم النوى غَدرا
- وما لدهري إِذا استسقيتُ أشرقني
- على الظما وسقاني آجناً كدرا
- يصفي لغيري على ريٍّ مواردهُ
- ظلماً ويوردني المستوبلُ المقرا
- أشكو إِليه سَقاماً قد برى جسدي
- أعيا الأساة َ ولو واصلتمُ لبرا
- وليلة ٍ مثل موج البحرِ بتُّ بها
- أكابدُ المزعجينَ الخوفَ والخرا
- حتى وردتُ بآمالي إِلى ملِكٍ
- لو رامَ رداً لماضي أمسِه قدرا
- فأصبحَ الدهرُ مما كان أسلفَهُ
- إِليَّ في سالِف الأيامِ مُعتذِرا
- وذادَ عني الرزايا حينَ أبصرني
- بعزة الأمجدِ السلطانِ منتصرا
- ملكٌ أرانا عليّاً في شجاعتهِ
- وعلمهُ وأرانا عدلهُ عمرا
- أغَرُّ ما نزعتْ عنهُ تمائِمُه
- حتى تردَّى رِداءَ الملكِ واتَّزرا
- من آلِ أيوبَ أغنتنا عوارفهُ
- في كالحِ الجَدبِ أن نستنزلَ المطرا
- ثَبْتُ الجَنانِ له حلمٌ يُوقّرُهُ
- إنْ خامرَ الطيشُ ركنيْ يذبلٍ وحرا
- الفارجُ الهَبَواتِ السودَ يوردُ في
- مواقعِ الراشقاتِ الأبيضَ الذَّكرا
- ومُقدمُ الخيلِ في لَبَّاتها قِصَدٌ
- وعاقِرُ البُدنِ في يوميْ وغى ً وقِرى
- وخائضُ الهولِ والأبطالِ محجمة ٌ
- لا تستطيعُ به ورداً ولا صَدَرا
- وثابتُ الرأيِ أغنتَ ألمعيَّتهُ
- عن أن يشاركَه في رأيه الوُزرا
- لا يتَّقي في الوغى وقعَ الأسنة ِ با
- لزَّعْفِ الدلاص كفاه سيفُه وَزَرا
- عارٍ من العارِ كاسٍ من مفاخرهِ
- تكادُ عزَّتُه تستوقفُ القَدَرا
- تمضي المنايا بما شاءتْ أسنتهُ
- إِذا القنا بين فرسانِ الوغى اشتجرا
- تكادُ تخفي النجومُ الزهرُ أَنفَسها
- خوفاً ويُشرق بَهْرامٌ إِذا ذُكرا
- يدعو العفاة ُ إلى أموالهِ الجفلى
- إذا دعا غيرهُ في الأزمة ِ النقرى
- مِن دَوْحة شَرُفتْ أعراقُها وزكتْ
- منها الفروعُ وطابتْ مغرساً وثرى
- لمَّا تخيَّرني أَروي قصائِدَه
- مضيتُ قُدماً وخلَّفتُ الرواة ورا
- فاعجبْ لبحرٍ غدا في رأسِ شاهقة ٍ
- من العواصمِ طامٍ يقذفُ الدررا
- شعرٌ سمتْ بهِ الشعرى لشركتها
- فيه فقامتْ تُباهي الشمسَ والقمرا
- لو قامَ بعضُ رواة ِ الشعرِ ينشدهُ
- يوماً بأرض أزالٍ أخجلَ الحِبَرا
- سحرٌ ولكنَّ هاروتاً وصاحبهُ
- ماروتَ ما نهيا فيه ولاأمرا
- كم قمتُ في مجلسِ الساداتِ أنشدهُ
- فلم يكنْ لحسودٍ في علاهُ مرا
- عجبتُ من معشرٍ كيفَ ادَّعوا سفهاً
- من بعدما سمعوهُ أنهم شعرا
- لولا التُّقى قلتُ لا شيءٌ يعادله
- أَستغفرُ اللّهَ إِلاالنملُ والشُّعَرا
- أنا الذي سار في الدنيا له مثلٌ
- أَهديتُ من سفهٍ تمراً إِلى هَجَرا
- جَرَيْتُ في شأوهِ أبغي اللَّحاقَ به
- فما تعلقتُ إِلا أن ظفرت بَرَى
- والشعرُ صيدٌ فهذا جُلُّ طاقتِه
- حرشُ الضِّبابِ وهذا صائدٌ بقرا
- وليس مستنزِلُ الأوعال من يَفَعٍ
- كمَنْ أتى نَفَقَ اليَربوعِ فاحتفَرا
- وإن من شارفَ التسعينَ في شغلٍ
- عن القوافي جديرٌ أن يقولَ هرا
المزيد...
العصور الأدبيه