الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي >>
قصائدابن عنين
ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي
ابن عنين
- ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي
- خِدَمي إِلى المولى الإمامِ الأفضلِ
- وقفي بواديه المقدَّسِ وانظري
- نورَ الهُدى مُتألّقاً لا يَأْتلي
- مِن دوحة ٍ فخريَّة ٍ عُمَريَّة ٍ
- طابتْ مغارِسُ مجدها المُتأثّلِ
- مكيّة ِ الأنسابِ زاكٍ أصلها
- وفروعُها فوق السِماكِ الأعْزلِ
- واستمطري جدوى يديهِ فطالما
- خَلَفَ الحَيا في كل عامٍ مُمْحِلِ
- نعمٌ سحائبها تعودُ كما بدتْ
- لا يعرفُ الوسميُّ منها والولي
- بحرٌ تصدَّرَ للعُلومِ ومنْ رأى
- بحراً تصدَّرَ قلبهُ في محفلِ
- ومُشَمّرٌ في اللّه يَسْحبُ للتُّقى
- والدين سربالُ العفافِ المسبلِ
- ماتتْ بهِ بدعٌ تمادى عمرها
- دهراً وكان ظلامُها لا يَنجلي
- غلِطَ امرؤٌ بأبي عليٍ قاسَهُ
- ورسا سواه في الحضيضِ الأسفلِ
- هيهاتَ قصَّرَ عن مداهُ أبو علي
- لو أنَّ رسطاليسَ يسمعُ لفظة ً
- من لفْظِهَ لعرَتْهُ هزة ُ أَفْكَلِ
- ولحارَ بطليموسُ لو لاقاهُ مِن
- برهانهِ في كلِّ شكلٍ مشكلِ
- فلو أنّهم جمعوا لديهِ تيقَّنوا
- أنَّ افضيلة َ لم تكنْ للأوّلِ
- وبهِ يبيتُ الحلمَ معتصماً إذا
- هزَّتْ رياحُ الشوقِ رُكنيْ يَذْبُلِ
- يعفو عن الذنبِ العظيمِ تكرُّماً
- ويجودُ مسؤولاً وإنْ لم يسألِ
- أرضى الإلهَ بفعلهِ ودفاعهِ
- عن دينِه وأَقرَّ عينَ المُرسَلِ
- يا أيها المولى الذي درجاتهُ
- ترنو إِلى فلكِ الثوابتِ من عِلِ
- ما منصبٌ إلاّ وقدركَ فوقهُ
- فبمجدكَ السامي يهنِّاُ ما تلي
- فمتى أرادَ اللهُ رفعة َ منصبٍ
- أفضى إِليكَ فنالَ أشرفَ منزلِ
- لا زالَ ربعكَ للوفودِ محطّة ً
- أبداً وجودكَ كهفَ كلّ مؤمّلِ
المزيد...
العصور الأدبيه