الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ، >>
قصائدابن المعتز
يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ،
ابن المعتز
- يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ،
- علقتهم هكذا حيناً وما علقوا
- فتلكَ دارهمُ أمستْ مجددة ً ،
- وبالأبارِقِ منهم مَنزِلٌ خَلَقُ
- كأنّ آثارَ وحشيّ الظباءِ بها
- درعٌ تخلفهُ أظلافهُ نسقُ
- لا مثلَ من يعرفُ العشاقُ حبهمُ ،
- بل أنتَ من بينهم تشقى بمنتمقُ
- نأوا بليلٍ ، فزموا كلَّ يعملة ٍ ،
- و يعملٍ جملٍ في أنفهِ الحلقُ
- يَلقَى الفَلاة َ بخُفٍّ لا يَقَرُّ بها،
- كأنّ تنقيطهُ في تربها طبقُ
- إني وأسماءَ والحَيَّ الذينَ غَدَوا
- بها على الكُرهِ من نفسي وما وثِقُوا
- لكَالرَّبيطِ، وقد سيقَتْ قَرينَتُهُ،
- ينازعُ الحبلَ مشدوداً وينطلقُ
- فطيروا القلبَ وجداً بينَ أضلعهِ ،
- و عذبوا النفسَ حتى ما بها رمقُ
- كأنّني ساوَرَتني، يومَ بَينِهِمُ،
- رَقشاءُ مَجدولة ٌ في لونِها بُرَقُ
- كأنّها، حينَ تَبدو من مَكامِنها،
- غصنٌ تفتحَ فيهِ النورُ والورقُ
- ينسلُّ منها لسانٌ يستغيثُ بهِ ،
- كَما تَعوّذَ بالسّبّابَة ِ الفَرِقُ
- ما أنسَ لا أنسَ ، إذ قامتْ تودعنا
- بمقلة ٍ جفنها في دمعها غرقُ
- تفترُّ عن مقلة ٍ حمراءَ موقدة ٍ
- تكادُ لولا دموعُ العينِ تحترقُ
- كأنّها، حينَ تَبدو من مَجاسِدها،
- بَدرٌ تَمَزّقَ في أركانِهِ الغَسَقُ
- و فتية ٍ كسيوفِ الهندِ قلتُ لهمْ :
- سيروا قما أخطأُوا قولي وما خرقوا
- ساروا وقد خضَعَتْ شمسُ الأصيل لهم
- حتى توقدَ في ثوبِ الدجى الشفقُ
- لحاجة ٍ لم أُضاجعْ دونَها وَسنَاً،
- وربّما جابَ أسبابَ الكَرى الأرَقُ
- لا أشرَبُ الماءَ إلاّ وهوَ مُنجَرِدٌ
- من القذى ولغيري الشوبُ والرنقُ
- عزمي حسامٌ ، وقلبي لا يخالفهُ ،
- إذا تخاصمَ عزمُ المرءِ والفرقُ
- مَيتُ السّرائرِ ضَحّاكٌ على حَنَقٍ،
- ما دامَ يعدزُ عن أعدائيَ الحنق
المزيد...
العصور الأدبيه