الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ، >>
قصائدابن المعتز
أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ،
ابن المعتز
- أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ،
- ما زادَهُ النّهيُ شيئاً غيرَ إغراءِ
- أينَ التورعُ من قلبٍ يهيمُ إلى
- حاناتِ لَهوٍ غَدا بالعُود والنّاءِ
- و صوتِ فتانة ِ التغريدِ ، ناظرة ٍ
- بعينِ ظَبْيٍ تُريدُ النّومَ، حوراءِ
- جرتْ ذيولَ الثيابِ البيض حينَ مشتْ ،
- كالشّمس مُسبِلَة ً أذيالَ لألاءِ
- و قرعِ ناقوسِ ذيريٍ على شرفٍ
- مُسبِّحٍ في سَوادِ اللّيلِ دَعّاءِ
- وكأسِ حَبريّة ٍ شكّتْ بِمبزَلِها
- أحشاءَ مُشعَلَة ٍ بالقارِ جَوْفاءِ
- ترفو الظلالَ بأغصانٍ مهدلة ٍ
- سودِ العناقيدِ في خضراءَ لفاءِ
- أجرى الفراتُ إليها من سلاسلهِ
- نهراً تمشّى على جرعاءَ مَيثاءِ
- وطافَ يَكلأها من كلّ قاطفَة ٍ،
- راعٍ بعينٍ وقلبٌ غيرُ نساءِ
- موكلٌ بالمساحي في جداولها ،
- حتى يدلّ عليها حية َ الماءِ
- فآبَ في أبَ يجنيها لعاصرها ،
- كأنّ كفيه قد علت بحناءِ
- فَظَلّ يرْكُضُ فيها كلّ ذي أشَرٍ،
- قاسٍ عَلى كبِدِ العُنقودِ وَطَّاءِ
- ثمّ استقرتْ وعينُ الشمسِ تلحظها ،
- في بطنِ مختومة ٍ بالطينِ كلفاءِ
- حتى إذا بردَ الليلُ البهيمُ لها
- وبلّها سحراً منه بأنْداءِ
- صَبّ الخريفُ عليها ماءَ غادية ٍ
- أقامها فوقَ طينٍ بعدَ رمضاءِ
- يَسقِيكَها خَنِثُ الألحاظِ ذو هَيَفٍ،
- كأنّ ألحاظَهُ أفرَقنَ من داءِ
- سَبيكة ٍ من بناتِ التّبرِ صَفراءِ
- يا صاحِ إن كنتَ لم تعلم، فقد طُرِحَت
- شرارة ُ الحبّ في قلبي وأحشائي
- أما تَرَى البَدْرَ قد قامَ المُحاقَ به
- من بعدِ إشراقِ أنوارٍ وأضواءِ
- و قد عست شعراتٌ في عوارضهِ ،
- تُزْري عَلى عارِضَيْهِ أيَّ إزْراءِ
- أعيَتْ مناقشة ً إلاّ عَلى ألمٍ،
- وكلَّ يوم يُغاديها بإخفاءِ
- فانظُرْ زَبْرجدَ خدٍّ صارَ من سَبَجٍ،
- و صبّ دمعاً عليه كلُّ بكاءِ
- يا ليتَ إبليسَ خلاّني لنُدبتِه،
- و لم يصوبْ لألحاظي بأشياءِ
- ما لي رَأيتُ فِلاح النّاسِ قد كثُروا،
- و لم يقدرْ بهم إبليسُ إغوائي
- فكيفَ أُفلِحُ مع هذا وذاك وذا،
- أم كيفَ يثبتُ لي في توبة ٍ رائي
المزيد...
العصور الأدبيه