الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني >>
قصائدأبو تمام
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
أبو تمام
- ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
- البينُ أكثرُ من شوقي وأحزاني
- دَعِ الفِرَاقَ فإنَّ الدَّهْرَ سَاعدَه
- فصارَ أملكَ من روحي بجثماني
- خَلِيفَة ُ الْخِضْرِ مَنْ يرْبَعْ على وَطَنٍ
- في بلدة ٍ فظهورُ العيسِ أوطاني
- بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا
- بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني
- وَما أَظُنُّ النَّوَى تَرْضَى بما صَنَعَتْ
- حتى تطوحَ بي أقصى خراسانِ
- خَلَّفْتُ بالأُفُقِ الغَرْبيّ لي سَكَناً
- قدْ كانَ عيشي به حلواً بحلوانِ
- غُصْنٌ مَنَ البَانِ مُهْتَزٌّ على قَمَرٍ
- يهتزُّ مثلَ اهتزازِ الغصنِ في البانِ
- أفنيتُ من بعدهِ فيضَ الدموع كما
- أفنيتُ في هجرهِ صبري وسلواني
- وليسَ يَعْرِفُ كُنْهَ الوَصْلِ صَاحُبه
- حتى يغادى بنأي أو بهجرانِ
- إسَاءَة َ الحَادِثَاتِ استَبْطِني نَفقاً
- فقَدْ أَظَلَّكِ إحسَانُ ابنِ حَسَّانِ
- أمسكتُ منهُ بودٍّ شدَّ لي عقداً
- كأنَّما الدَّهْرُ في كَفي بِها عَانِ
- إذَا نَوَى الدَّهْرُ أَن يُودِي بتالِدِه
- لم يستعنْ غيرَ كفيهِ بأعوانِ
- لَوْ أّنَّ إجماعَنا في فَضْلِ سُؤْدُدِهِ
- في الدينِ لم يختلِفْ في الأُمَّة ِ اثنَانِ
المزيد...
العصور الأدبيه