الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ >>
قصائدأبو تمام
بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
أبو تمام
- بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
- ثاوٍ عليهِ ثرى النباجِ مهيلُ
- خذلته أسرتُه كأنَّ سراتهمْ
- جَهلُوا بِأَنَّ الخاذِلَ المَخْذُولُ
- أكالُ أشلاءِ الفوارسِ بالقنا
- أضحَى بِهنَّ وشِلْوُهُ مَأْكُولُ!
- كُفي فَقَتْلُ مُحمَّدٍ لي شاهِدٌ
- أَنَّ العَزِيرَ معَ القَضَاءِ ذلِيلُ
- إنْ يستضمْ بعدَ الإباءِ فإنَّه
- قدْ يستضامُ المصعبُ المعقولُ
- مستحسنٌ وجهَ الردى في معركٍ
- وَجْهُ الحياة ِ بِحَوْمَتَيْهِ جَمِيلُ
- أنسى أبا نصرٍ نسيتُ إذنْ يدي
- في حَيْثُ يَنْتَصِرُ الفَتَى ويُنيلُ !
- هيهاتَ لا يأتي الزمانُ بمثلهِ
- إنَّ الزمانَ بمثلهِ لبخيلُ !
- ما أنتَ بالمَقْتُولِ صَبْراً إِنَّما
- أملي غداة َ نعيكَ المقتولُ
- للسيفِ بعدكَ حرقة ٌ وعويلُ
- وعليكَ للمجدِ التليدِ غليلُ
- إنْ طالَ يومكَ في الوغى فلقدْ ترى
- فيهِ ويَوْمُ الهَامِ منكَ طَوِيلُ
- فَستذكُرُ الخَيْلُ انصِلاتَكَ في السُّرَى
- والقَفْرُ مَعْرُوفُ الرَّدَى مَجْهُولُ
- وتُفَلَّلُ الأحسَابُ بَعدَكَ والنُّهَى
- والبيضُ ملسٌ ما بهنَّ فلولُ
- مَنْ ذا يُحَدثُ بالبَقَاءِ ضَمِيرَه
- هَيْهَاتَ أنتَ على الفَناءِ دَلِيلُ!
- يا ليتَ شعري بالمكارِمِ كلها
- ماذا وقدْ فقدتْ نداكَ تقولُ ؟
- كَمْ مَشْهَدٍ قَدْ جَدَّدَتْهُ لكَ العُلاَ
- وكأنَّهُ بالأمسِ وهوَ محيلُ
- وكَتِيبَة ٍ كُتِبَتْ لها أروَاحُها
- واليومُ أحمرُ مِنْ دَمٍ مَصْقُولُ
- ماشَكَّ أثبَتُهم يَقِيناً أنَّه
- للموتِ في قبضِ النفوسِ رسولُ
- يا يومَ قحطبة ٍ لقدْ أبقيتَ لي
- حرقاً أرى أيامَها ستطولُ
- لَيْثٌ لوَ أنَّ اللَّيثَ قامَ مقَامَه
- لانصاعَ وهْوَ يَرَاعة ٌ إجْفيلُ
- لمَّا رأى جمعاً قليلاً في الوغى
- وأُولُو الحِفاظِ مِنَ القَلِيل قَلِيلُ
- لاقَى الكَرِيهَة َ وهْوَ مُغْمِدُ رَوْعِه
- فِيها ولكنْ سَيفُهُ مَسْلُولُ
- ومَشَى إلى المَوْتِ الزُّوامِ كأنَّما
- هُوَ في مَحبَّتِهِ إليهِ خَليلُ
- لمْ يودِ منه واحدٌ لكنَّما
- أودى بهِ من أسودانَ قبيلُ
- أضحتْ عِراصُ محمدٍ ومحمدٍ
- وأخيهما وكأنَّهنَّ طلولُ
- أبَنِي حُمَيْدٍ ليسَ أوَّلَ ماعَفَا
- بعدَ الأُسُودِ مِنَ الأسُودِ الغِيلُ
- ما زالَ ذاكَ الصبرُ وهوَ عليكمُ
- بالموتِ في ظلِّ السيوفِ كفيلُ
- مُستَبْسِلُونَ كأنَّما مُهْجَاتُهمْ
- ليستْ لهمْ إلا غداة َ تسيلُ
- ألفوا المنايا فالقتيلُ لديهمِ
- مَنْ لاتُجَلي الحَرْبُ وهْوَ قَتِيلُ
- إِنْ كانَ رَيْبُ الدَّهْرِ أثكلَنِيهُمُ
- فالدَّهْرُ أيضاً مَيتٌ مَثْكُولُ
المزيد...
العصور الأدبيه