الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني >>
قصائدأبو تمام
إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
أبو تمام
- إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
- ومسترادُ أماني الموثقِ العاني
- إذا ثوى جارُ قومٍ في بلادهمِ
- فجَارُهُ نَازِلٌ في رَأْسِ غُمْدَانِ
- كَمْ صَامِتٍ صَامِتي الضَّرْبِ فُزْتُ بهِ
- مِنْهُ وحَلْيٍ مَنَ المَعْروفِ حلاَّني
- يعطي فيكسبني حمداً بنائِله
- وتَالِدي وافِرٌ باقٍ وقُنْيَاني
- فمنْ رآني من الأقوامِ كلهمِ
- فقد رأى محسناً من غير إحسانِ
- جَاني نَخيلٍ سِوَاهُ كانَ ألَّفَها
- غرساً، وساكنُ قصرٍ غيرهُ الباني
- هل أنتَ صائنُ عرضي لي ومفلتي
- بِمَاءِ وَجْهِي سَليماً مِنْ سُلَيمان
- فتى فتاءٍ وفتيانية ٍ وأخو
- نوائبٍ وملماتٍ وأزمانِ
- مسنُّ فكرٍ إذا كلتْ مضارُبه
- يوماً وصقيلُ ألبابٍ وأذهانِ
- ذُو الوُد مِني وَذُو القُرْبى بِمَنْزِلَة ٍ
- وإخوتي أسوة ٌ عندي وإخواني
- لاتُخلِقَنْ خُلُقِي فيِهمْ وقَدْ سَطَعَتْ
- ناري وجددَ من حالي الجديدانِ
- في دَهْرِيَ الأوَّل المَذموم أعرِفُهمْ
- فالآن أنكرهُم في دهري الثاني ؟!
- لاقَى إذن غَرْسُهمْ أكدَى ثَرًى وجَرَت
- مِني ظُنُونُهم في شَر مَيدانِ
- عَصَابَة ٌ جَاورَتْ آدَابُهمْ أَدَبي
- فهمْ وإن فرقوا في الأرضِ جيراني
- أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ
- أبداننا في شآمٍ أو خراسانِ
- وربَّ نائي المغاني روجهُ أبداً
- لصيقُ روحي، ودانٍ ليس بالداني
- أفي أخٍ ليّ فردٍ لا قسيمَ لهُ
- في خَالِصِ الوُد مِنْ سِرّي وإعلاني
- تُرَدُّ عَنْ بَحْرِكَ المَوْرُودِ رَاجَعَة ً
- بغيرِ حاجاتها دلوي وأشطاني؟!
- مسلطٌ حيثُ لا سلطانَ لي ويدي
- مغلولة ُ النفعِ والسلطانُ سلطاني
- كالنَّارِ بَارِدَة ً في عُودِها ولَها
- إن فارقَتْهُ اشتِعالٌ ليسَ بالوَاني
- ما أنسَ لا أنسَ قولاً قالهُ رجلٌ
- غضضتُ في عقبه طرفي وأجفاني
- نَلِ الثُّرَيَّا أو الشعْرَى فليسَ فَتًى
- لَمْ يُغنِ خمْسِينَ إنساناً بإنَسانِ!
المزيد...
العصور الأدبيه