الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ >>
قصائدأبو تمام
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
أبو تمام
- ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
- نوى تقلِّبُ دوني طرفَ ثعبانِ
- تَوَاتَرتْ نَكَبَاتُ الدَّهْرِ تَرشُقُني
- مِنْ كل صائبة ٍ عَنْ قَوْسِ غَضْبَانِ
- مَدَّتْ عِنَانَ رَجائي فاستَقَدْتُ لهُ
- حتَّى رمَتْ بيَ في بَحْرِ ابنِ حَسَّانِ
- بَحْرٌ مَنَ الجودِ يَرمي مَوْجُهُ زَبَداً
- حبابُهُ فضة ٌ زينتْ بعقيانِ
- لَوْلا ابنُ حَسَّانَ مَاتَ الجُودُ وانتَشَرت
- مَنَاحِسُ البُخْلِ تَطْوِي كُلَّ إحسَانِ
- لمَّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي
- وأسقَطتْ ريحُهَا أورَاقَ أغصَاني
- وَصَلْتُ كَفَّ مُنًّى بكف غِنًى
- فارقتُ بينهما همي وأحزاني
- حتى لبستُ كسى لليسرِ تنشرها
- على اعتساري يدٌ لمْ تسهُ عن شاني
- يدٌ من اليسر قدَّتْ حلتي عسري
- حتى مشى عُسُري في شخصِ عريانِ
- وَصَالَحَتْني اللَّيالي بَعْدما رَجَحَتْ
- على سروري غمومي أيَّ رجحانِ
- فاليوم سالمني دهري وذكرني
- مَنَ المَدَائِح ماقَدْ كانَ أنسَاني!
- ثُمَّ انتَضتْ لِلعِدَا الأَيَّامُ صَارِمَها
- واستقَبَلْتها بوَجهٍ غَيْرِ حُسَّانِ
- سأبعثُ اليومَ آمالي إلى ملكٍ
- يَلقَى المَدِيح بقَلْبٍ غَيْر نَسْيَانِ
- تَفَاءَلَتْ مُقْلَتِي فيهِ إذا اختَلَجَتْ
- بالخيرِ من فوقَها أشفارُ أجفاني
- يا مَنْ بهِ بَدُنَتْ مِنْ بعدِما هَزُلَتْ
- مني المنى وأرتني وجهَ خسراني
- كنْ لي مجيراً من الأيام إنَّ لها
- يداً تفحصُ عن سري وإعلاني
- يابنَ الأَكارمِ والمَرْجُو مِنْ مُضَر
- إذا الزمانُ جلا عن وجهِ خوَّان
- إليكَ ساقتنيَ الآمالُ يجنبها
- سَحَابُ جُودِكَ مِنْ أَرْضِي وأَوطَاني!
المزيد...
العصور الأدبيه