الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً >>
قصائدأبو تمام
أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
أبو تمام
- أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
- ورمَّ بالصبرِ عقلاً كانَ مألوسا
- سَرَى رِدَاءَ الهَوَى في حِينِ جِدَّتِهِ
- واهاً لهُ منهُ مسروراً وملبوسا!
- لو تَشْهَدِينَ أُقاسِي الدَّمْعَ مُنْهَمِراً
- واللَّيْلَ مُرْتَتِجَ الأبوابِ مَطْمُوسَا
- إستنبتَ القلبُ منْ لوعاته شجراً
- منَ الهمومِ فأجنتهُ الوساويسا
- أهْلَ الفَرادِيسِ لَمْ أُعْدِدْ لِذِكْركُمُ
- إلا رَعَى وَسَقَى اللَّه الفَرادِيسَا
- إذْ لا نعطلُ منها منظراً أنقاً
- ومربعاً بمها اللذاتِ مأنوسا
- قَدْ قُلْتُ لمَّا اطلَخَمَّ الأَمْرُ وانْبَعَثَتْ
- عَشواءُ تَالِية ً غُبْساً دَهارِيسَا
- لي حرمة ٌ بكَ أمسى حقُّ نازلها
- وَقْفاً عليكِ- فدَتكَ النَّفْسُ- مَحْبُوسَا
- كمْ دعوة ٍ لي إذا مكروهة ٌ نزلتْ
- واسْتَفْحَلَ الْخَطْبُ يا عَيَّاشُ ياعِيسَى
- للَّهِ أفعَالُ عَيَّاشٍ وشِيمَتُهُ
- يَزدْنَهُ كَرَماً إنْ سَاسَ أو سيسَا
- ما شاهدَ اللبسَ إلاَّ كانَ متضحاً
- ولانَأَى الحَقَّ إلا كانَ مَلْبُوسَا
- فاضتْ سحائبُ منْ نعمائهِ فطمتْ
- نُعْمَاهُ بالبُؤْسِ حتَّى اجتثَّتِ البُوسَا
- يحرسنَ بالبذلِ عرضاً ما يزالُ من ال
- آفاتِ بالنفحاتِ الغرِّ محروسا
- فرعٌ سما في سماءِ العزِّ متخذاً
- أصلاً ثوى في قرارِ المجدِ مغروسا
- لَيْثٌ تَرَى كُلَّ يَوْمٍ تَحْتَ كَلْكَلِهِ
- لَيْثاً من الإنْسِ جَهْمَ الوَجْهِ مَفْرُوسَا
- أهيسُ أليسُ مشاءٌ إلى هممٍ
- تُغَرقُ العيس في آذِيها الليسَا
- نافسَ أهلَ العلى فاحتازَ عقلهمُ
- مِنْهُمْ فأصبَحَ مُعْطَى الْحَق مَنْفُوسَا
- تجري السعودُ لهُ في كلِّ نائبة ٍ
- نابتْ وإنْ كانَ يومُ البأسِ منحوساِّ
- لهُ لواءُ ندى ً ما هزَّ عاملهُ
- إلا أرَاكَ لِواءَ البُخْلِ مَنكُوسَا
- مقابلٌ في بني الأذواءِ منصبهُ
- عيصاً فعيصاً وقدموساً فقدموسا
- الوَارِدينَ حِيَاضَ المَوْتِ مُتْأَقة ً
- ثباً ثباً وكراديساً كراديسا
- والمانِعينَ حِياضَ المَجْدِ إنْ دُهِمَتْ
- مَنعَ الضَّراغِمِ آجَاماً وعِريسَا
- نَمَوْكَ قِنْعاسَ دَهْرٍ حينَ يَحْزُبُه
- أَمْر يُشابه آباءً قَناعيسَا
- وقدموا منكَ إْنْ همْ خاطبوا ذرباً
- وَرَادَسُوا حَضْرَمِيّ الصَّخْرِ رِديسَا
- أشمُ أصيدُ تكوي الصيدَ غرتهُ
- كيّاً وأشْوَسُ يُعْشِي الأعيُنَ الشَّوسَا
- شامتْ بروقكَ آمالي بمصرَ ولو
- أصبحَتَ بالطُّوسِ لم اسْتبعِدِ الطُّوسَا
المزيد...
العصور الأدبيه