الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معين بسيسو >> ثلاثة جدران لحجرة التعذيب >>
قصائدمعين بسيسو
ثلاثة جدران لحجرة التعذيب
معين بسيسو
- (عند طلوع الفجر )
- ساقاومْ...
- ما زالَ في الجدارِ صفحةٌ بيضاءْ
- ولم تذبْ أصابعُ الكفينِ بعدُ...
- هناكَ من يدَقْ
- برقيةٌ عبر الجدارْ
- قدْ أصبحتْ أسلاكُنا عروقُنا
- عروقُ هذه الجدرانْ...
- دماؤنا تصبُّ كلُّها،
- تصبُّ في عروقِ هذه الجدرانْ...
- برقيةٌ عبرَ الجدارْ
- قد أغلقوا زنزانةً جديدهْ
- قد قتلوا سجينْ...
- قد فَتَحوا زنزانةً جديدهْ
- قد أحضروا سجينْ...
- ********
- (عندما ينتصف النهار )
- قد وضعُوا أمامي الورقْ،
- قد وضعُوا أمامي القلمْ
- قد وضعوا مفتاحَ بيتي في يدَي
- الورقُ الذي أرادوا أن يُلطِّخوهُ
- قال: قاومْ َ
- والقلمُ الذي أرادوا أن يُمرِّغوا جبينَهُ في الوحلِ
- قالَ: قاومْ
- مفتاحَ بيتي قالَ: باسمِ كلِّ حجرٍ
- في بيتكَ الصغيرِ قاومْ
- ونقرةٌ على الجداره
- برقيةٌ عبرَ الجدارِ من يدٍٍ محطّمهْ
- تقولُ: قاومْ
- والمطرُ الذي يسقطُ
- يضربُ سقفَ حجرةِ التعذيبْ
- كلُّ قطرةٍ
- تصيحُ: قاومْ...
- ********
- (بعد غروب الشمس)
- لا أحدٌ معي
- لا أحدٌ يسمعُ صوتَ ذلك الرجلْ
- لا أحدٌ يراهُ
- في كلِّ ليلةٍ وحينما الجدرانْ
- تُغْلقُ والأبوابْ...
- يخرجُ من جِراحَي التي تسيلْ
- وفي زنزانتي يسيرْ
- كانَ أنا،
- وكانَ مثلما كنتُ أنا...
- فمرةً أراهُ طفلاً
- ومرةً أراهُ في العشرينْ
- كانَ عزائيَ الوحيدْ
- وحبيَ الوحيدْ
- كان رسالتي التي أكتبها في كلِّ ليلةٍ
- وكانَ طابعَ البريدْ
- للعالم الكبيرْ
- للوطنِ الصغيرْ
- في هذهِ الليلةِ قد رأيتُهُ
- يخرجُ من جراحي، ساهماً معذباً حزينْ
- يسيرُ صامتاً ولا يقولْ
- شيئاً كأنهُ يقولْ:
- لن تراني مرةً ثانيةً لو اعترفتْ
- لو كتبتْ...
المزيد...
العصور الأدبيه