الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معين بسيسو >> السجن الكبير >>
قصائدمعين بسيسو
- سيظلّ يحرسه العراق
- سيظلّ يخفق في العراق
- في ظلّ أقواس المشانق والرصاص
- قلب المقاومة العنيدة , والخلاص
- جنبا إلى جنب يدقّ مع القلوب
- في جبهة السّلم العريضة والشعوب
- أترى إلى شعب العراق
- يعدو بأشلاء الوثاق ؟
- وعلى جواد من لهب
- في أرض معركة الشعوب
- أترى سنابكه الخّضيبه
- بدما مخالبك الرهيبه
- هو ليس حلما ما ترى
- أم أنت أعمى لا تري
- إلاّ كراتشي أنقره ؟
- إلاّ كلاب المقبره
- والأرجل المتكسّره
- أترى إلى فهد الشهيد
- قد عاد يا نوري السعيد
- قد عاد يركب مشنقه
- أولم يعدك بمشنقه
- من صنع أيدي الكادحين
- وجميع صرعى حكمك الدّموي عادوا يركبون
- ظهر المشانق والبنادق والسّلاسل والسّجون
- أحسبتهم قتلوا كما دبّرت ذلك في الخفاء ؟
- لكنّهم عادوا ودلّ عليهم زهر الدماء
- يهدونه الشعب الذي وقفت قواه بلا ركوع
- وبلا فرار أو رجوع
- في وجه ما أسميته حلف الدفاع
- وهو الخيانة والضيّاع
- وهو المرور بلا انقطاع
- من تحت أقواس السجون
- ولكي يظلّ النفط يدفق في فم المستعمرين
- ولكي تظلّ وبالسياط تهزّ للمستثمرين
- أثمار أيدي الكادحين وإنّ أيديهم غصون
- أنا لا أقول بأنّ إمضاء الرصاص على الصدور
- أنا لا أقول بأنّ إمضاء السياط على الظهور
- هو ليس إمضاء الذين وراء ظهرك يا أجير
- ولكي يمرّ الحلف مختالا على ظهر القبور
- لكّنه كذب وتزوير إذا قلت العراق
- أو أنّ فلاّحي وعمال العراق
- أو أرضهم وسماءهم ذات النّجوم من الدماء
- قد طوّقوا أو طوّقت أوطانهم بالسّلسلة
- وغدوا عبيد القنبله
- بل أنّ صدرك وحده هو موطن الحلف الطريد
- وهو القواعد والخنادق والمعسكر للجنود
- فيا عدوّ المطبعه
- وعدّو أشواق الورق
- وإلى حروف المطبعه
- إن كنت صادرت الورق
- فلسوف نطبع بالعرق
- فوق الأيادي والجباه
- منشور حبّ للحياه
- فانشر لصوصك في البلاد
- ليصادروا
- كلّ الأيادي والجباه
- لنصفّ يا نوري الحساب
- فليسمع المتآمرون بلا التواء
- هذا الكلام من الدّماء
- لو يجرؤون ويدخلون
- فسيركض الدم في الدروب
- معلّقا نيرانه
- فليقرأوا نيرانه
- فستستحيل إلى سيوف , كلّ أغصان السلام
- ولطائرات قاصفات كلّ أسراب الحمام
- وستقفز القضبان غضبى من زنازين السجون
- وستستحيل إلى سواعد تضرب المتسلّلين
- ومن الجراخ النابضات الفاغره
- أفواهها لقواكم المتآمره
- سنقيم متراسا ونحفر خندقا للمعركه
- ونمدّ أسلاكا من الدم شاهقات شائكه
- وفم الدم الغالي يسيل وقد تعانقت الخنادق
- لن تحلبوا إلاّ أيادي من حديد من حرائق
- إنّي ألوح بالقيود إليك يا نوري السعيد
- أنا في عذاب لن تمرّ به فتدرك ما أريد
- أنا في عذاب واشتعالي في صعود في امتداد
- هو ليس من تشريد عائلتي وفي شتّى البلاد
- هو ليس من شوقي وليس من الحنين إلى الرفاق
- لكن لأنّي لست في أرض العراق مع العراق
- أو في الشوارع أينما كان انفجار وانطلاق
- أبدأت تعرف ما المصير وما الجريمة والعقاب ؟
- أبدأت تلمح ذلك الشرر المهدّد في الضباب ؟
- وإلى ضحايا الحلف سوط الإضطهاد والاغتصاب
- تمتدّ أيديهم دما ولظى ومن تحت التراب
- أبدأت تحصي إرث ما سجنت وما اغتالت يداك ؟
- إرث المشانق والمذابح والمنافي والهلاك
- ولكي يقسّم بين أعداء الشعوب قذى وعار
- أبدأت تحزم في الحقائب أين أزمعت الفرار
- ويد الجماهير العريضة في الطريق وكالجدار
- أين المفرّ فلا طريق إلى القطار أو المطار
المزيد...
العصور الأدبيه