الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معين بسيسو >> المتاريس >>
قصائدمعين بسيسو
- قد أقبلوا فلا مساومه
- المجد للمقاومه
- لراية الإصرار شاهقه
- للموجة الحمراء من صيحاتنا المعلّقه
- على الشوارع الممزّقه
- ولليد المكّبله
- ولليد الطّليقة المناضله
- المد للجريح والمثقوب قلبه وللمطارد
- مدينتي ! قد أقبلوا ليلا من الأظفار والخناجر
- وكنت نجمة تقاتل
- أضواؤها العريانة السلاسل
- وكانت الذئاب تقتفي خطى الجداول
- وكنت ماردا من السنابل
- يداه منجلان والجراد زاحف قوافل
- يريد أن يجرّ للطاحون مارد السنابل
- ***
- مدينتي يا أدمع البركان قد جرت مشاعل
- ويا ابتسامة الزلازل
- مطبوعة سيفا على جبين شعبي المكافح
- مدينتي زنبقة خضراء لم تنم على سرير فاتح
- ولم تصبّ الزيت في مصباح خائن
- رموشه بساط كلّ مقبل ورائح
- من صانعي المذابح
- ولم تهب ضفيرة أسلاك معتقل
- ولم تقبّل سوط طاغيه
- كجاريه
- مدينتي ! رأيت كيف تنسج الأمل
- خطى حبيبك البطل
- وكيف قد نشرت من دمائك الشراع
- يمخر الحرائق
- النار لا تمسه ولا الصواعق
- ولا الرصاص طائرا حصى من البنادق
- مدينتي ! واحسرة القيثارة الخرساء
- للغناء والبلابل
- تشدو إلى الأبطال , واعذاب شاعر
- في السلاسل
- وأنت في السلاسل
- ولم تكن تناضل
- غير الحروف من شريانه جرت قصائد
- ***
- مدينتي ! وأيّ رعشة تهزّني وأيّ عاصف !!
- من ذكرياتك العواصف
- من ذكريات السجن والسّجان والأبطال والمعارك !
- وخائن تهالك
- وفوق صرخة القتيل
- والمعذّبين في انتظار
- الموت سار ,
- وحشا يشدّ للرّحى السوداء ,
- كي تدور تطحن الدماء
- يداه حبلا كلّ خانق
- عيناه شبّاكان للعدوّ منهما أطلّ بالبنادق
- على الخيام والمنازل
- يصيد إخوتي
- أبناء شعبي البواسل
- ***
- الآن يرفع الستار يا مدينتي عن المجازر
- عن وجه كلّ ثائر
- عن الرياح كيف أصبحت تحارب
- راية العدوّ في فضائنا مسنونة المخالب
- وكيف قد هوت كحيّة
- تعضّ في جراحها السواكب
- عن اسمك المهيب يا جمال ,
- كيف ينسج الغرائب
- والمعجزات والعجائب
- وكيف كان شمسنا الخضراء في الدياجر
- ووردة حمراء في ضفائر
- أختي , وفي شبّاكها سربا من البلابل
- وكيف كان بور سعيد
- صخرة من اللهيب , غابة من السواعد
- يا فارس الفوارس
- صغنا لك الجواد من صباحنا
- وشعبنا أهداك بيرق البيارق
- خضنا به الرصاص
- موجة من الزنابق
- والنار موجة من النسائم
- وكانت القيود في المعاصم
- كعنكبوت في جنون جوعها
- رمت خيوطها على العواصف
- وفتح الإصرار زهرة
- صدّاحة البراعم
- وعضّ في جراحه العدو , والمتراس شاهق
- وبورسعيد بندقية البنادق
- وخندق الخنادق
- شمس من الجراح قد تسمّرت في الليل
- فوق جبهة المحارب
- يا بورسعيد.. الفجر طالع ,
- هذا صياح الديك يوقظ الرصاص في البنادق
- والرياح في الحرائق
- وأوشك الصباح أن يمسّ راية المحارب
- يا بور سعيد ليس روحك الوهّاج ,
- وحده يقاتل
- ولا مدينتي وحيدة تقاتل
- لك الشعوب رفرفت بنادق
- وسرّجت لك البحار والسحائب
- وصرخة الأحجار حجّرت
- رصاص نيرانه فلم تعد قواطع
- أنيابها القواطع
- وفي عيونه تسمّر الدخان كالحصى ,
- كالشوك كالأظافر
- ***
- مدينتي تطلّعت إلى الجراد وهو راحل
- فرفرفت بها الشوارع
- مدينتي تحبّ ,
- آه يا سليلة الأصداف
- يا زيتونة الأمواج
- يا حورية الخنادق
- يا وردة الورد في حديقة الحدائق
- يا نجمة مجنّحة
- يا زهرة مسلّحة
- من قال إنّ الفارس الحبيب مات في الطريق
- فجاء راكبا جواده
- ولابسا دروعه صديق
- كي – يا حبيبي – ترمي بخاتم الحبيب
- في خوذة الغريب
- ولست يا مدينتي غمدا لكلّ سيف
- كرمة لكلّ قاطف
- قيثارة لكلّ عازف
- فلن تكوني غير شعب قد توهجت
- خطاه خلف قائد
- مزغرد الجراح صامد
- مدينتي ! عروس شعبي التي تغار
- من إكليلها العرائس
- قد أقبلوا فيالق
- الحيّة الرقطاء والحمامة البيضاء
- والغربان والعنادل ..
- وجاء اصدقاؤك الهنود بالمغازل
- ومن على أكتافهم ترفرف المطارق الحمراء والمناجل
- وتضحك السّنابل
- من لم تبلّ خبزهم دماء ثائر
- وجاءك الذين خبّأوا القيود
- في الخوذات والبيارق
- وفي معاطف من الزجاج ,
- طرّزت بأعين الثعالب
- الحالمين بالحرائق
- بغابة من المشانق
- الطامعين أن تكوني حانة ومخدعا وقنطره
- وأن تكوني يا مدينتي مؤامره
- وأن يكفّ القلب عن خفوقه إلى جمال
- وأن تموت في الوحول راية النضال
- ***
- إليك عن أجفاننا الخضراء
- يا أحلام زارعي الجرائم
- وناصبي الخيام للمآتم
- وأقبلي وفي ظلام القحط
- مشعلا من السنابل
- ورفرفي على رمالنا جداول
- تقدّمي إلى الأمام بالغبار بالدماء
- بالبيارق المغبّره
- بالخوذة المعفّره
- بالبندقية المزمجره
- بأغنيات النصر كالبراعم المنّوره ..
- تقدّمي بكلّ ما قد ألبستك أمّك الحرية المظفّره
- في بور سعيد في المدينة الملوّحه
- بزهرة انتصارنا على المدى مفتّحه ..
- تقدّمي يا – مصرنا – المجنّحه
- حمامة مسلّحه ..
- تقدّمي , ففي الطريق مارد
- قد أطلقته من أحشائها العواصف
- ومن يقل عثار مارد
- كبت به الجراح غير مارد ....
- فليحتشد فلاّحنا الهمام بالمحراث والشراشر
- وليأت كلّ غائب
- ليأت عامل النسيج والمشرّد الطريد
- والجائع المسافر الذي غدا خبز الطريق
- ليأت صيادوك يا أمواجنا المهجورة الهوادر
- ليقطفوا ثمارك النواضر
- الآن في سمائنا أسراب أنجم الشعوب
- تزرع السلاح والسّنابل
- فلنرم إخوتي البواسل
- شباكنا على السلاسل
- ***
- يا إخوتي وطائر الحصاد
- لا يبرح الأسلاك والحدود
- رغم غزوة الجراد والرماد
- وأنه من غير زاد
- ورغم ألف ليلة وليلة من السهاد
- في الصباح حينما جرت , جداول الصباح
- أبصرته موّرد الجناح
- في عنفوان سكرة الأحلام
- ...إنّ ماردا من صلب بور سعيد
- من صلب بندقية سورية على الحدود
- يحمله في هودج من السنابل
- وأنّ ألف ألف مارد
- يشيّدون حوله وهم يغرّدون
- قصرا من السنابل
- وأنّ منها ماردا قد طار ثم عاد
- من معسكر الجياع
- من الخيام
- الراعشات في مشانق الظلام
- قد طار ثم عاد
- على الجناح
- هودج الفلاّح
- لعرشك المجيد يا أخي المجيد
- يا سلطان ..
- ففي الركاب ألف ألف شمعدان
- و ألف ألف صولجان
- ***
- هذا الذي رآه طائر الأمل
- أوحى له بأن يطير في الصباح
- لخيمة الفلاّح
- وأن يقول ما رأى ...
- يا إخوتي فلنفرد الخطى
- على الطريق أشرعه
- ولنمخر الحدود
- الدرب لا تقل طويل
- وزادنا قليل
- قنديلنا بلا قتيل
- فخبزنا من موسم السنابل الجديد
- ومن بعيد
- ترفرف الميناء
- حمامة بيضاء
- في منقارها غصن من الضياء
المزيد...
العصور الأدبيه