قصائدمحمود درويش



بيروت -2
محمود درويش



  • (الجزء الثاني من قصيدة بيروت : القصيدة كاملة موجودة بعنوان بيروت)

  • تم فصلها لتتوافق مع الملف الصوتي المصاحب لكل جزء.

  • -----------------------

  • .

  • و أهبط الدرج الذي لا ينتهي بالقبو و الأعراس

  • أصعد مرة أخرى على الدرج الذي لا ينتهي بقصيدة ...

  • أهذي قليلا كي يكون الصحو و الجلاّد...

  • أصرخ: أيّها الميلاد عذّبني لأصرخ أيّها الميلاد...

  • من أجل التداعي أمتطي درب الشآم

  • لعلّ لي رؤيا

  • و أخجل من صدى الأجراس و هو يجيئني صدأ

  • و أصرخ في أثينا: كيف تنهارين فينا؟

  • ثم أهمس في خيام البدو :

  • وجهي ليس حنطيّا تماما و العروق مليئة بالقمح...

  • أسأل آخر الإسلام :

  • هل في البدء كان النفط

  • أم في البدء كان السخط ؟

  • أهذي ،ربمّا أبدو غريبا عن بني قومي

  • فقد يفرنقع الشعراء عن لغتي قليلا

  • كي أنظفها من الماضي و منهم...

  • لم أجد جدوى من الكلمات إلا رغبة الكلمات

  • في تغيير صاحبها ...

  • وداعا للذي سنراه

  • للفجر الذي سيشقّنا عمّا قليل

  • لمدينة ستعيدنا لمدينة

  • لتطول رحلتنا و حكمتنا

  • وداعا للسيوف و للنخيل

  • لحماية ستطير من قلبين محروقين بالماضي

  • إلى سقف من القرميد ...

  • هل مرّ المحارب من هنا

  • كقذيقة في الحرب؟

  • هل كسرت شظاياه كؤوس الشاي في المقهى؟

  • أرى مدنا من الورق المسلح بالملوك و بدلة الكاكي ؟

  • أرى مدنا تتوج فاتحيها

  • و الشرق عكس الغرب أحيانا

  • و شرق الغرب أحيانا

  • و صورته و سلعته...

  • أرى مدنا تتوّج فاتحيها

  • و تصدّر الشهداء كي تستورد الويسكي

  • و أحدث منجزات الجنس و التعذيب ...

  • هل مرّ المحارب من هنا

  • كقذيفة في الحرب؟

  • هل كسرت شظايا كؤوس الشاي في المقهى ؟

  • أرى مدنا تعلّق عاشقيها

  • فوق أغصان الحديد

  • و تشرّد الأسماء عند الفجر...

  • ...عند الفجر يأتي سادن الصنم الوحيد

  • ماذا نودّع غير هذا السجن ؟

  • ماذا يخسر السجناء؟

  • نمشي نحو أغنية بعيدة

  • نمشي إلى الحرية الأولى

  • فنلمس فتنة الدنيا لأول مرة في العمر ...

  • هذا الفجر أزرق

  • و الهواء يرى و يؤكل مثل حبّ التين

  • نصعد

  • واحدا

  • و ثلاثة

  • مائة

  • و ألفا

  • باسم شعب نائم في هذه الساعات

  • عند الفجر عند الفجر، نختتم القصيدة

  • و نرتب الفوضى على درجات هذا الفجر

  • بوركت الحياة

  • و بورك الأحياء

  • فوق الأرض

  • لا تحت الطغاة

  • تحيا الحياة !

  • تحيا الحياة !

  • قمر على بعلبك

  • ودم على بيروت

  • يا حلو، من صبّك

  • فرسا من الياقوت!

  • قل لي، و من كبّك

  • نهرين في تابوت!

  • يا ليت لي قلبك

  • لأموت حين أموت

  • ...من مبنى بلا معنى إلى بلا مبنى وجدنا الحرب ...

  • هل بيروت نرآه لنكسرها و ندخل في الشظايا

  • أم مرايا نحن يكسرنا الهواء؟

  • تعال يا جندي حدثني عن الشرطيّ:

  • هل أوصلت أزهاري إلى الشبّاك ؟

  • هل بلّغت صمتي للذين أحبّهم و لأول الشهداء؟

  • هل قتلاك ماتوا من أجلي و أجل البحر ...

  • أم هجموا عليّ وجرّدوني من يد امرأة

  • تعدّ الشاي لي و النّاي للمتحاربين ؟

  • و هل تغيّرت الكنيسة بعدما خلعوا على المطران زيّا عسكريا؟

  • أم تغيّرت الفريسة ؟

  • هل تغيرت الكنيسة

  • أم تغيّرنا؟

  • شوارع حولنا تلتفّ

  • خذ بيروت من بيروت، وزّعها على المدن

  • النتيجة: فسحة للقبو

  • ضع بيروت في بيروت ،واسحبها من المدن

  • النتيجة: حانة للهو

  • ...نمشي بين قنبلتين

  • _هل نعتاد هذا الموت ؟

  • _هل تعرف القتلى جميعا؟

  • _أعرف العشّاق من نظراتهم

  • و أرى عليها القاتلات الراضيات بسحرهن و كيدهن

  • ..و ننحني لتمر قنبلة؟

  • نتابع ذكريات الحرب في أيامها الأولى

  • _ترى، ذهبت قصيدتنا سدى

  • _لا... لا أظنّ

  • _إذن، لماذا تسبق الحرب القصيدة

  • _نطلب الإيقاع من حجر فلا يأتي

  • و للشعراء آلهة قديمة

  • ...و تمرّ قنبلة، فندخل حانة في فندق الكومودور

  • _يعجبني كثيرا صمت رامبو

  • أو رسائله التي نطقت بها إفريقيا

  • _و خسرت كافافي

  • _لماذا

  • _قال لي: لا تترك الاسكندرية باحثا عن غيرها

  • _ووجدت كافكا تحت جلدي نائما

  • و ملائما لعباءة الكابوس ،و البوليس فينا

  • _ارفعوا عنيّ يدي

  • _ماذا ترى في الأفق؟

  • _أفقا آخرا

  • _هل تعرف القتلى جميعا ؟

  • _و الذيت سيولدون...

  • سيولدون

  • تحت الشجر

  • و سيولدون

  • تحت المطر

  • و سيولدون

  • من الحجر

  • و سيولدون

  • من الشظايا

  • يولدون

  • من المرايا

  • يولدون

  • من الزوايا

  • و سيولدون

  • من الهزائم

  • يولدون

  • من الخواتم

  • يولدون

  • من البراعم

  • و سيولدون

  • من البداية

  • يولدون

  • من الحكاية

  • يولدون

  • بلا نهاية

  • و سيولدون، و يكبرون، و يقتلون ،

  • و يولدون، و يولدون، و يولدون



أعمال أخرى محمود درويش



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟