الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمود درويش >> أغنيات حب إلى أفريقيا >>
قصائدمحمود درويش
- هل يأذن الحرّاس لي بالانحناء
- فوق القبور البيض يا إفريقيا؟
- ألقت بنا ريح الشمال إليك
- واختصر المساء
- أسماءنا الأول..ى
- وكنّا عائدين من النهار
- بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي
- وكنّا متعبي.ن
- ضاع المغنّي والمحارب والطريق إلى النهار
- _من أنت؟
- "عصفور يجفّف ريشه الدامي"
- _وكيف دخلت؟
- "كان الأفق مفتوحا؟
- وكان الأكسجين
- ملء الفضاء
- _وما تريد الآن؟
- "ريشة كبرياء
- وأريد أن أرث الحشائش والغناء
- فوق القبور البيض.. يا إفريقيا!
- هل يأذن الحراس لي بالاقتراب
- من جثة الأبنوس.. يا إفريقيا؟
- ألقت بنا ريح الشمال إليك،
- واختبأ السحاب
- في صدرك العاري،
- ولم تعلن صواعقنا حدود الاغتراب
- والشمس بالمجّان مثل الرمل والدم،
- والطريق إلى النهار
- يمحو ملامحنا، ويتركنا نعيد لانتظار
- صفا من الأشجار والموتى
- تحّبك..
- نشتهي الموت المؤقت
- نشتهيه ويشتهينا
- نلتف بالمدن البعيدة والبحار
- لنفسر الأمل المفاجىء
- والرجوع إلى المرايا
- _من أنت؟
- "جندي يعود من التراب
- بهمزيمة أخرى وصورة قائد
- _ماذا تريد؟
- "بيتا لأمعائي وطفلا من حديد
- وأريد صك براءتي
- "وأريد يا إفريقيا
- ماذا تريد
- أريد أن أرث السحاب
- من جثة الأبنوس.. يا إفريقيا
- ألقت بنا ريح الشمال إليك
- يا إفريقيا..
- ألقت بنا ريح الشمال
- لنكون عشاقا وقتلى.
- وبدون ذاكرة ذكرنا كل شيء عن ملامحنا
- ووجهك فوق خارطة الظلال
- مرّ المغني تحت نافذة
- وخبّأصوته في راحتيه
- سرا يحبّك،أو علانية يمرّ
- وينحني كالقوس، يا إفريقيا
- وحشيّتان
- عيناك_ يا إفريقيا_ وحزينتان
- عيناك كالحبّ المفاجىء
- كالبراءة حين تفترع البراءة
- مرّ المغني تحت نافذة
- وأعلن يأسه
- _من أنت؟
- "عاشق
- _من أنت جئت؟
- أنا من سلالات الزنابق والمشانق
- والريح تحبل.. ثم تنجبني
- وترميني على كل الجهات
- _ماذا تريد؟
- "أريد ميلادا جديد
- وأريد نافذة جديده
- لأحبّها سرّا وتقتلني علانية
- وأرحل عنك.. يا إفريقيا!
المزيد...
العصور الأدبيه