الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> يا فراتي >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ
- وشُعاعٍ من شّطِكِ الذهبيِّ
- والتفافِ النَّخيل حولَكَ حتَّى
- لو تقصَّيْتَ لم تجدْ غيرَ في
- وانبساطِ السَّفْحِ الذَّي زاحمته
- دَفَعاتٌ من مَوجكَ الثَّوْري
- وسنا الشَّمس حين مجَّتْ لُعاباً
- ارسلته من نورها الكسروي
- فتخالُ الضياءَ والماءُ موجٌ
- في رواحٍ من جانبٍ ومجي
- كخيوطٍ من فضَّةٍ بتْنَ طوع الرّيح
- بين الشمال والشرقي
- وابتسام البدرِ المطلِّ إذا ما
- بات يجلو الدُّجى بوجهٍ وَضي
- وزمانٍ حلوٍ كطلِّ ندّيٍ
- لم يَشُبْهُ صفوُ السَّماء بشي
- لو تحولْتَ عن مجاريك أو حُلت
- لما جئتَ بالنكير الفري
- يا فُراتي وهل يُحاكيك نهرٌ
- في جمالِ الضُحى وبردِ العَشِي
- ملكتْ جانبيك عُرْبٌ أضاعوا
- إذ أضاعوا حِماكَ عهدَ قُصي
- نضجتْ بالصَّغار منهم جلودٌ
- ولقد تنضج الجلودُ بِكَي
- إي ومجرى الجيادِ يومَ التنّاَدي
- ومجرِّ الرماح حول الندي
- دنَّسَتْ طُهْرَكَ المطامعُ حتَّى
- لم تَعُدْ تَنْقَعُ الغليلَ برِيِ
- الخَنى ..أين عنه نفسُ أبيّ
- والحِمىَ.. أ]ن عنه طَرْفُ الحَمِي
- لا القنا يومَ تنثني لِمَذَبٍ
- عن حريم ٍ ، ولا الظبى لكمي
- آه ..لولا خِصبُ العراق وريفٌ
- هو لولاه لم يكن بمرِي
- ما استجاشتْ له المطامعُ والتفَّتْ
- عليه من المَحَلِّ القَصِي
- واستخفَّتْ به الشعوبُ ، وباتَتْ
- وهي ترنو له بلحظٍ خفيّ
- قد نطقنا حتَّى رُمينا بهُجْرٍ
- وسكتنا حتَّى اتُهِمنا بِعي
- ورضِينا حُكْمَ الزَّمانِ وما كانَ
- احتكامُ الزمانِ بالمَرْضي
- فإذا كلُّ يومِنا مثلُ أمسٍ
- وإذا كلُّ رُشدنا مثلُ غَي
- وعلمنا ان ليس نملك أمراً
- فصبرنا على احتكام " الوصي !"
المزيد...
العصور الأدبيه