الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> في بغداد >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- يا نسمة الريح مِن بين الرياحينِ
- حيي الرُصافة عني ثم حَيّيني
- ان لم تمري على ارجاءِ شاطِئها
- فلَيتَ لم تحملي نشراً لدارين
- لا تَعبَقي أبداً إلاّ مُعطّرةً
- ريانةً بشَذَى وردٍ ونِسرين
- أهديت لي ذكرَ عَصرٍ قد حَييت به
- من عَلَّم الريحَ أن الذكرَ يُحييني
- حيثُ الزمانُ وَريقُ العودِ رَيّقه
- والدهرُ دَهرُ صباباتٍ تواتيني
- معي من الصحب يسعى كلُّ مُقتَبِلٍ
- نَضْرِ الشباب طليقِ الوجهِ ميمون
- خالٍ من الهَمّ لو لامَسْتَ غُرَّته
- أعداكَ واضحُ تَهليلٍ وتَحسين
- ولي الى الكرخِ من غربيِّها طَرَب
- يكادُ ُمن هِزَّةٍ للكرخِ يرميني
- حيث الضفافُ عليها النخلُ متِّسقٌ
- تنظيمَ أبيات شعرٍ جدِّ موزون
- وللنسيم استراقٌ في مرابعها
- للخطو مَشْيٌ ثقيلُ القيد موهون
- يا ربةَ الحسن لا يُحصَى لنَحصِره
- وصفٌ فكلُ معانينا كتخمين
- والله لو لا ربوعٌ قد ألِفتُ بها
- عيشَ الأليفينِ أرجوها وترجوني
- وان لي من هوى أبنائها نَسَباً
- دونَ العشيرة للأصحاب يَنميني
- لاخترتُها منزلاً لي أستظلُّ به
- عن الجنان وما فيهن يُغنيني
- لخبَّرت كيفَ شوقُ الهائمين بها
- وكيفَ صَفْقُ عذولي كفَ معبون
- اخوانُنا حيث راقَ الجَسرُ وانتظَمَتْ
- الى مغانيكم أنفاسُ مَحزون
- فالشمس كل بروج الافق تصحبها
- سيراً وتسري الى برج بتعيين
- سقاكُمُ ريِّقٌ من صَوب غاديةٍ
- ينهلُّ عن عارض بالبشرِ مقرون
- لا تحسبوا أن بُد الدارِ يُذهلني
- عنكم ولا قِصرَ الأيامِ يُنسيني
- ضِقتُمْ قلوباً لما ضمَّتْ جوانحُنا
- لو كانَ يسمَحُ في نشر الدواوين
- ذاوي النبات هشيماً لستُ آمنَ من
- ريح الصَّبا أنها جاءت لتذروني
- خلِّ الملامةَ في بغدادَ عاذلنتي
- علامَ في شم رَوح الخُلد تَلحيني
- هل غيرُ نَفسٍ هَفَت شوقاً لمالئها
- شوقاً ، يصعِّد بين الحين والحين
- أما النسيمُ فقد حَملتهُ خَبَراً
- غيرُ النسيم عليه غيرُ مأمون
- ما سرَّني وفنونُ العلم ذاويةٌ
- أنَّ الأفانينَ لُفَّتْ بالأفانين
- ولا الربوع وان رقَّ النسيم بها
- إن كان من خَلفها أنفاسُ تِنّين
- هيهاتَ بعد رشيدٍ ما رأت رَشداً
- كلا ولا أمِنَت من بعد مَأمون
- أما اللسانُ فقد أعيا الضِرابُ به
- وكان جِدَّ رهيفِ الحدِّ مَسنون
المزيد...
العصور الأدبيه