الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> على ذكرى الربيع >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- مَواطرُ الغيثِ حَييِّ جانبَ الوادي
- وهدَّديهِ بابراقٍ وإرعادِ
- مُديِّ به بُسُطَ الأعشاب زاهرةٍ
- وطرِّزيها بازهارٍ وأوراد
- وراوحيهِ رَذاذاً منكِ يبعثهُ
- حَيّاً كما تبعثُ الموتى بميعاد
- مالي وللهمِّ تَصليني لوافحُهُ
- ألستِ يا نسمةَ الوادي بمِرصاد
- مُرِّي بنفحتِكِ الرضيّا على كبدٍ
- أقلُّ ما تشتكيهِ غُلةَ الصادي
- فما لشيءٍ سوى أن تبعثَي نَفَساً
- فاضَ الغمامُ وصابَ الرائحُ الغادي
- وليست الريحُ يُهدي الله نفحتهَا
- لنا بل الرُوحُ يُوحيها لأجساد
- ردّ الربيع صنوفَ الحسن يقسمُها
- شطرينِ ما بين أنشازٍ وأوهاد
- يهدي به اللهُ إشفاءاً لذي سَقَمٍ
- من النفوس وإشفاقاً بمُرتاد
- هو الربيعُ وأبهى ما يُزهِّدني
- عن الحضارة فيه نجعةُ البادي
- أنا الحنيف وهذي الارضُ مُعشبة
- سَجَّادتي ورقيقُ الشعر أورادي
- يمضي الزمانُ علينا نصفهُ جُمعٌ تترى تُقفَّى بأسباتٍ وآحاد
- ماكان لله أديانٌ مضاعفةٌ
- لولا تعصبُ أحفادٍ لأجداد
- أين الذين أماتَ الحبُّ أنفسَهم
- حتى قَضوا فيه عُشّاقاً كزُهّاد
- الضاربينَ خيام الحب طاهرة
- والداعميها من التقوى بأوتاد
- والمُطربين لشكوى الحبِّ مُعلَنةً
- مستبدلين بها عن جَسِّ أعواد
- مواظبين على الآدابِ ما انتقدوا
- لحبِّهِمْ غيرَ أكفاءٍ وأنداد
- لم يُبلَ قيسٌ وفرهادٌ كما بُليِتْ
- ليلى بقيسٍ ، وشيرينٌ بفَرهاد
- جيل من الناس عدواهم لاخوتِهم
- من الخبائثِ عَدوى السُم في الزاد
- يستظهرون لساني أن يجازفَهم
- ويعلمُ الله أن الصدقَ معتادي
- كلَّفتمُوني من الأقوال أصعبَها
- نطقاً كما كُلِّفَ الأعجامُ بالضاد
- اضرّ بي من سجاياكم توقُّعكم
- ان لا تففُتَّ سجاياكم بأعضادي
- ما ضّضرني غضَبث الدنيا باجمعها
- أن كان يُرضي ضميري صدقُ إنشادي
- حُسن اختباري لأشباهي ونيّتِهم
- في الصنع حَسَّنَ في عينيَّ اضدادي
المزيد...
العصور الأدبيه