الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> علموها! >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- علَّموها فقد كفاكُمْ شَنارا
- وكفاها أنّ تحسَبَ العلمَ عارا
- وكفانا من التّقهقُرِ أنّا
- لم نعالج حتى الأمورَ الصغارا
- هذه حالُنا على حينَ كادتْ
- أممُ الغربِ تسبِقُ الأقدارا
- أنجب الشرقُ جامداً يحسبُ المرأةَ
- عاراً وأنجبت طيارا
- تحكم البرلمانَ من أمم الدنيا
- نساءٌ تمثلُ الأقطارا
- ونساء العراقِ تُمنعُ أن ترسمَ خطّاً
- أَوْ تَقْرأَ الأسفارا
- علِّموها وأوْسِعوها من التّهذيب
- ما يجعلُ النّفوسَ كبارا
- ولكي تُحسنوا سياسةَ شعبٍ
- بَرهنوا أنّكم تسوسون دارا
- أنَّكُمْ باحتقاركُمْ للنساء اليومَ
- أوسعتُمُ الرّجالَ احتقارا
- أفَمِنْ أجلِ أنْ تعيشوا تُريدونَ
- لثلْثّيْ أهلِ البلادِ الدّمارا
- إنَّ خيراً من أن تعيشَ فتاةٌ
- قبضةَ الجهلِ أن تموتَ انتحارا
- أيُّ نفعٍ من عيشةٍ بين زوجينِ
- بعيدين نزعةً واختبارا
- وخلال البيوتِ لا تجدون اليومَ
- إلاّ خصومةً وشِجارا
- اختياراً بالبنت سيروا إلى صالحها
- قبل أن تسيروا اضطرارا
- فعلى قدر ما تزيدون في الضغط
- عليها ستُوجدونَ انفجارا
- وَهَبوا مرةً نجحتم فلا تنخدعوا ،
- سوف تُخْذلون مرارا
- ولدى الأمرِ لا محالةَ مغلوبٌ
- ضعيفٌ يقاومُ التّيارا
- وأرى جامداً يصارعُ تجديداً
- كَقَزْمٍ مصارعٍ جبّارا
- أينَ ، عن حرمة الأمومةِ داستْها
- وحوشٌ ، المصلحونَ الغَيارى
- قادة للجمودِ والجهلٍ في الشرق
- على الشعب تنصُرُ استعمارا
- لو بكفي ملأت دور المحامين
- عن المرأة الجْهولةِ نارا
- ازدراءً بالدينِ أن يُحسَبَ الدّينُ
- بجهلٍ وخزيةٍ أمّارا
- وبلاءُ الأديانِ في الشرق هُوجٌ
- باسمه سامَوا النفوسَ احتكار
- تُزدَرى رغبةُ الجماهيرِ في الشرقِ
- وتُنْسى إنْ خالفت أنفارا
- أسلَموا أمرهم إلى " الشيخ " عُمياناً
- وساروا يَقفونه حيثُ سارا
- وامتطاهم حتى إذا نالَ بغياً
- خَلَعَ اللُّجْمَ عنهُمُ والعِذارا
- نَبذَ القِشْرَ نحوهم باحتقار
- وَحوَى اللبَّ وحدَهُ والخِيارا
- دفعوا غُنْمَهمُ إليه وراحواً
- يحمِلون الأثقالَ والأوزارا
- عاطلاتٍ نساؤهم ونساء " الشيخ "
- حُلِّينَ لؤلؤاً ونُضارا
- وإذا جاءت الشدائدُ تَترى
- قدَّموهم وولَّوا الأدبار
- حالةٌ تُلهب الغيَارى وتستصرخ
- غُلبَ الرجالِ والأحرارا
- ان بينَ الضُلوعِ ، مما استغلوه
- بتضليلهم ، قلوباً حِرارا
- يُعوزُ الشعبَ كي يسيرَ إلى المجد
- حثيثاً وكي يُوَقَّى العِثارا
- حاكمٌ مطَلَقٌ يكون بما يعرف
- من خير شعبه مختارا
- يتحرَّى هذى الشنائعَ في الشرق بنفس
- لا تَرهَب الأخطارا
- إن يُطَعْ كان مشفقاً ، واذا ما
- أحوجوا كان فاتكا جزارا
- أو فلا يُرتَجى نهوضٌ لشعبٍ
- ان يُقدِّمْ شبراً يُعيَقْ أشبارا
المزيد...
العصور الأدبيه