الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> سبيل الجَماهير >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- لو أنَّ مقاليدَ الجَماهير في يدي
- سَلَكتُ بأوطاني سبيلَ التمرُّدِ
- إذن عَلِمَتْ أنْ لا حياةَ لأمّةٍ
- تُحاولُ أن تَحيا بغير التجدُّد
- لوِ الأمرُ في كَفِّي لجهَّزتُ قوّةً
- تُعوِّدُ هذا الشعبَ ما لم يُعوَّد
- لو الأمرُ في كفِّي لاعلنتُ ثورةً
- على كلِّ هدّام بألفَي مشيِّد
- على كُلِّ رجعيٍّ بألفَي منُاهضٍ
- يُرى اليوم مستاءً فيبكي على الغد
- ولكننَّي اسعَى بِرجلٍ مَؤوفةٍ
- ويا ربَّما اسطو ولكنْ بلا يَد
- وحوليَ برّامونَ مَيْناً وكِذْبَةً
- متى تَختَبرهُم لا تَرى غيرَ قُعدد
- لعمرُكَ ما التجديدُ في أن يرى الفَتى
- يَروحُ كما يَهوَى خليعاً ويغتَذي
- ولكنَّه بالفكر حُرّاً تزَينهُ
- تَجاريبُ مثل الكوكَبِ المُتَوقِّد
- مشَتْ اذ نضَتْ ثَوبَ الجُمود مواطنٌ
- رأت طَرْحَهُ حَتماً فلم تَتردَّد
- وقَرَّتْ على ضَيْم بلادي تسومُها
- من الخَسف ما شاءَتْ يدُ المتعبِّد
- فيا لك من شعبٍ بَطيئاً لخيرِه ِ
- مَشَى وحثيثاً للعَمَى والتبلُّد
- متى يُدْعَ للاصلاح يحرِنْ جِماحُه
- وان قيد في حبل الدَجالةِ يَنْقد
- زُرِ الساحةَ الغَبراء من كل منزلٍ
- تجد ما يثير الهَمَّ من كلِّ مَرقد
- تجد وَكرَ أوهامٍ ، وملقَى خُرافةٍ
- وشَتّى شُجونٍ تَنتهي حيثُ تَبتدي
- هم استسلموا فاستعبَدتْهم عوائدٌ
- مَشت بِهمُ في الناس مشيَ المقيَّد
- لعمْركَ في الشعب افتقارٌ لنهضةٍ
- تُهيِّجُ منه كل اشأمَ أربد
- فإمّا حياةٌ حرّةٌ مستقيمةٌ
- تَليقُ بِشَعبٍ ذي كيان وسؤدُد
- وإمّا مماتٌ ينتهَي الجهدُ عِندَهُ
- فتُعذَرُ ، فاختر أيَّ ثَوْبيَك ترتدي
- وإلا فلا يُرجى نهوضٌ لأمّةٍ
- تقوم على هذا الأساس المهدَّد
- وماذا تُرَجِّي من بلاد بشعرة
- تُقاد ، وشَعب بالمضلِِّّين يَهتدى
- اقول لقَومٍ يجِذبون وراءهُم
- مساكين أمثالِ البَعير المعبَّد
- اقاموا على الأنفاس يحتكرونها
- فأيَّ سبيلٍ يَسلُلكِ المرءُ يُطردَ
- وما منهمُ الا الذي إنْ صَفَتْ له
- لَياليه يَبْطَر ، او تُكَدِّرْ يُعربِد
- دَعوا الشعبَ للاصلاح يأخذْ طريقَه
- ولا تَقِفوا للمصلحينَ بمَرْصَد
- ولا تَزرعوا اشواككم في طريقه
- تعوقونه .. مَن يزرعِ الشوكَ يَحصِد
- أكلَّ الذي يشكُو النبيُّ محمدٌّ
- تُحلُونَه باسم النبيِّ محمّد
- وما هكذا كان الكتابُ منزَّلاً
- ولا هكذا قالت شريعةُ لَموعد
- اذا صِحتُ قلتُم لم يَحنِ بعد مَوعد
- تُريدون إشباعَ البُطون لمَوعد
- هدايتَك اللهمَّ للشعب حائراً
- أعِنْ خُطوات الناهضين وسدِّد
- نبا بلساني أن يجامِلَ أنني
- أراني وإنْ جاملتُ غير مُخَلَّد
- وهب أنني أخنَتْ عليَّ صراحتي
- فهل عيشُ من داجَي يكون لسرمَد
- فلستُ ولو أنَّ النجومَ قلائدي
- أطاوع كالأعمى يمين مقلدي
- ولا قائلٌ : اصبحتُ منكم ، وقد أرى
- غوايَتكم او انني غير مهتدي
- ولكنني ان أبصِرِ الرشد أءتمرْ
- به ومتى ما احرزِ الغي أبعد
- وهل انا الا شاعر يرتجونَه
- لنصرة حقٍ او للطمةِ معتدي
- فمالي عمداً استضيمُ مواهبِي
- وأورِدُ نفساً حُرَّةً شرَ مَورد
- وعندي لسانٌ لم يُخِّني بمحفِلٍ
- كما سَيْف عمروٍ لم يَخنُه بمشْهَد
المزيد...
العصور الأدبيه