الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> حنين ... >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- أحِنُّ إلى شَبَحٍ يَلْمَحُ
- بِعينَيَّ أطيافُه تَمْرَحُ
- أرى الشَّمْسَ تُشْرِقُ من وجهِهِ
- وما بينَ أثوابِه تجنح
- رضيِّ السّماتِ ، كأنَّ الضَّمير
- على وَجْهِهِ ألِقاً يَطْفَح
- كأنَّ العبيرَ بأردانهِ
- على كلِّ " خاطرةٍ " يَنْفح
- كأنَّ بريقَ المُنى والهنا
- بعينيهِ عن كوكبٍ يقدح
- كأنَّ غديراً فُويقَ الجبينِ عن
- ثقةٍ في " غدٍ" يَنْضَح
- كأنَّ الغُضونَ على وَجْنَتيهِ
- يكنُّ بها نغمٌّ مُفرِح
- كأنَّ بهامتهِ منْبعَاً
- من النُور ، أو جمرةً تجدح
- كأنَّ " فَنَاراً " على " كاهل "
- يُنارُ بهِ عالَمٌ أفسح
- وآخَرَ شُدَّتْ عليه يدٌ
- فلا يَسْتَبينُ ! و لا تُفْتَح !
- أحنُّ إليهِ بليغَ الصُمُوت
- معانيهِ عَنْ نَفْسِها تُفْصِح
- تَفايَضَ منهُ كموجِ الخِضمِّ
- أو لحنِ ساجعةٍ تصدَح
- جَمالٌ . وليسَ كهذا الجمال !
- بما بهرَجَتْ زِينةٌ يُصْلَح
- كأنَّ الدُّهورَ بأطماحِها
- إلى خِلقةٍ مِثْلِهِ تَطْمَح
- كأنَّ الأمورَ بمقياسهِ
- تُقاسُ فتؤخذُ أو تُطرح
- كأنَّ الوجوهَ على ضَوئهِ
- نلوحُ فتَحْسُنُ أو تَقبح
- يُداعِبُني إذ تَجِدُّ الخُطوبَ
- فأمْزَحُ منها كما يَمْزَح
- يُشَدُّ جَناني بعَزْماتهِ
- ودمعي بِبَسْماتهِ يُمْسَح
- ويُبْرِدُ نَفسي بأنفاسهِ
- إذا لَفَّني عاصفٌ يَلْفَح
- ويَطْرقُني كلَّما راودَتْ
- ضميريَ فاحشةٌ ترشَح
- وكِدْتُ أُطاحُ بإِغرائِها
- فأحْدو ركائبَ مَنْ طُوِّحوا
- فيمشي إليَّ وثِقْلُ الشُكوك
- مُنيخٌ على النَفْسِ لا يَبْرَح
- وقد أوشكَ الصَّبرُ أنْ يلتوي
- ويَكسِرَهُ المُبْهِضُ المُتْرِح
- وحينَ تكادُ شِغافُ الفؤاد
- بِسِكّينِ مُطْمِعةٍ تُجْرَح
- وإذْ يُركِبُ النَفْسَ حَدَّ الرَّدى
- عِنانٌ من الشرِّ لا تُكبَح
- وإذْ يعْصُرُ القلبَ حُبُّ الحياة!
- وكأبوسُ حِرمانها المُفْدِح
- فيرفعُ وجهي إلى وَجهِه
- ويقرأُ فيه ويَسْتَوضِح
- فأرجفُ رُعباً كأنَّ الحشا
- تَخَطَّفَهُ أجدَلٌ أجدَح
- وأفْهَمُ مِنْ نظرةٍ أنَّني
- لشرٍّ فكَرْتُ بهِ أصْلُح !!
- وأنَّ الضَّميرَ بغيٌّ يجيء
- لها " الَّليلُ " ما " الصُّبْحُ " يَستقبِح
- وأنْ ليسَ ذلكَ مِنْ دَيْدَنٍ
- لِمَنْ هَمّهُ عالَمٌ أصْلَح
- فأنهالُ لثماً على كفّهِ
- وأسألُ عفواً وأسْتَصْفِح
- أحِنُّ له : وكأنَّ الحياةَ
- خضراءَ مِنْ دونه ، صَحْصَح
- أحِنُّ له : وأحبُّ الكَرَى
- لسانحةٍ منهُ قد تَسْنَح
- أحِنُّ له : ليسَ يَقْوَى النَّعيمُ
- وكُلُّ لذاذاتهِ مُرْبِح
- ولا كلُّ ما نَهَزَ الناهِزون
- من المُمتِعاتِ وما استَنْزَحوا
- ولا كلُّ ما أمَّلَ الآمِلون
- ولا مُخْفِقٌ منهُ ، أو مُنْجَح
- لِتَعْدلَ مِنْ ثَغْرهِ بسمةً
- بها نَسْمةُ الخْلدِ تُسْتَرْوَح
- فيا ليتني بعضُ أنفاسهِ
- لأمْنَحَ مِنْهُنَّ ما يُمْنَح
- ويا ليتني " ذرّةٌ " عندَه
- لأسْبَحَ في فَلَكٍ يَسْبَح
- أحنُّ إلى شبحٍ يلمحُ
- بعيَنَّي أطيافُه تَمْرَح
المزيد...
العصور الأدبيه