الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> ثورة الوجدان >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- سَكَتُّ حتَّى شَكَتَنْي غُرُّ أشعاري
- واليومَ أنطِقُ حُرّاً غيرَ مهذارِ
- سلَّطتُ عقلي على مَيلي وعاطفتي
- صَبْراً كما سَلَّطُوا ماءً على نار
- ثُرْ يا شُعورُ على ضَيْمٍ تُكابدُهُ
- أوْلا فلستَ على شيءٍ بِثَوَّار
- وقَّعْتُ أُنشودتي والحزنُ يملُؤها
- مَهابَةً ونياطُ القلبِ أوتاري
- في ذمَّةِ الشِّعْرِ ما ألقى وأعظَمُهُ
- أنّي أُغنّي لِأصْنامٍ وأحجار
- الشعبُ شعبي وإنْ لم يرضَ منتبذٌ
- والدارُ رغمَ " دخيلٍ " عابَني داري
- لَوْ في يدي لحَبَسْتُ الغيثَ عن وطَنٍ
- مُسْتَسْلِمٍ وقَطعتُ السلسلَ الجاري
- ما عابَني غير أنّي لا أمُدُّ يداً
- إلى دنيءٍ وأنّي غيرُ خوّار
- العُذْرُ يا وطناً أغليتُ قِيمَتَهُ
- عَنْ أنْ يُرى سِلعةً للبائعِ الشَّاري
- الكُلُّ لاهونَ عن شكوى وموجدَةٍ
- بما لَهُمْ مِن لُباناتٍ وأوطار
- وكيفَ يُسْمَعُ صوتُ الحقِّ في بلدٍ
- للإفكِ والزُّورِ فيه ألفُ مِزمار
- يا أيُها السائحُ المُجتازُ أوديةً
- مشى الربيعُ عليها مشىَ جبَّار
- مَرَّ النسيمُ على أكنافها فَذكَتْ
- كأنما جُرَّ فيها ذَيْلُ مِعطار
- مَحِّصْ بِعينَيْ نزيهٍ غير ذي غَرَضٍ
- حالَ العراقِ وخلِّدهُ بأسفار
- إن القصورَ التي شاهَدْتَ ، قائمةٌ
- على أساسٍ من الإجحافِ مُنهار
- خَلِّ الخُوانَ وإنْ راقَتْ مَطاعمُهُ
- وبتْ بليلةٍ ذاكَ الجائعِ العاري
- وانظُر إلى الكوخِ قد بِيعتْ دعائمُهُ
- وحَوَّلُوها لأقراطٍ وأسوار
- واخشَ الدخيلَ فلا تَمدُدْ إليه يَداً
- فانَّه ايُّ نَفّاع وضَرّار
- صرف الدراهمِ باعوا واشتَرَوا وطني
- فكلُّ عشرةِ أميال بدينار
- وطغمةٍ من دُعاةِ السُوء ساقطةٍ
- ليسَتْ بِشَوكٍ إذا عُدَّتْ ولا غار
- تروي وتَظْمأُ لا تَلوي على نَصَفٍ
- ولم تُوَكَّلْ بايرادٍ وإصدار
- في كُلِّ يومٍ بأشكالٍ وأنمطِةٍ
- وكُلِّ آنٍ بهيئاتٍ وأطوار
- مأجورةٍ لم تَقُمْ يوماً ولا قعَدَتْ
- إلاَّ على هَتْكِ أعراضٍ وأستار
- عَوَتْ فجاوَبَها أمثالُها هَمَجٌ
- مِنْ كلِّ مستصرَخٍ لِلغَيِّ نَعَّار
- يُحصونَ تاريخَ أقوامٍ وعندهمُ
- صحائفٌ مُلِئَتْ بالخزيِ والعار
- لَجّوا على أنْ يزيدوا كلَّ ثائرةٍ
- تسعيرةً وأصروُّا كلَّ إصرار
- أينَ المساميحُ بالأرواحِ إنْ عَصَفَتْ
- هوجاءُ تُنْذِرُ أوطاناً باعصار
- يا للرَّجال لأوطانٍ مُوَزَّعةٍ
- في كفِّ مُهانِ النفسِ دَعَّار
- شَلَّتْ يدٌ عبِثتْ في أُختِها وكَبَتْ
- رِجلٌ إلى نفسِها تسعى باضرار
- ماذا السُكونُ الا تَهتاجُ نخوتَكُمْ
- انَّ العُروبةَ قد خُفَّتْ بأخطار
المزيد...
العصور الأدبيه