الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> بين قطرين >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- سقى تُربَها من ريِّقِ المزن هطّالُ
- دياراً بعثْنَ الوقَ والشوقُ قتالُ
- خليليَّ أشجَى ما ينغِّص لذتي
- مَناحٌ أقامته عيالٌ وأطفال
- وأيد وأجيادٌ تُمَدّ وتلتوي
- ومنهن حال بالدموع ومعطال
- خليليَّ لو لم يَنطق الوجدُ لم أقل
- فقد كذَّبت قبلي لذي الحبّ أقوال
- وحيداً فلو رُمتم على الوجد شاهداً
- لما شَهِدت الا بُكورٌ وآصال
- وما برِحت أيدي الخطوب تنوشُني
- بفارسَ حتى بغَّضَ الحلَّ ترحال
- وما سرني في البُعد حال تحسَّنَتْ ،
- بلاديَ أشهى لي وان ساءتِ الحال
- فمن شاقه بَردُ النعيم بفارسٍ
- فاني إلى حَرِّ العراقين ميّال
- أُحب حصاها وهو جمر مؤجَّج
- وأهوى ثراها وهو شَوكٌ وأدغال
- واني على أنَّ البلادَ جميلةٌ
- تروق كما ازدادت من الدلِّ مِكسال
- منعَّمة أما هواها فطيّب
- نسيم وأما الماءُ فيها فسَلسال
- يسيل على أجبالها وهو لجّةٌ
- ويجري على حَصبائها وهو أوشال
- تحيط به خُضرُ الرياض أنيقةً
- كما رُقِمت فوق الصحائف أشكال
- أحنُّ إلى أرض العراق ويعتلي
- فؤادي خُفوقٌ مثلَما يَخفُق الآل
- وما الهول غِشيانَ الدروبِ وضيقُها
- عراكُ الهوى والوجدُ والذكرُ أهوال
- خليليَّ أدنى للبيب رُقيُّهُ
- إلى النجم من أن يَسلَم العزُ والمال
- ألا مُبلغٌ عني " المعرِّيَ " أحمداً
- ليسمَعَه والشعر كالريح جوّال
- بأني وإيّاه قرينا مصائبٍ
- وان فَّرقت بين الشعورينِ أحوال
- واني وإياه كما قال شعره :
- " مغاني اللوي من شخصكَ اليوم أطلال "
- " تمنيت أن الخمر حلَّت لنشوة
- تُجَهِّلُني كيف استقرَّت بيَ الحال "
- احباي بين الرافدين تيقَّنوا
- بأني وان أُبعِدتُ عنكم لسّآل
- لئن راقكم ماءُ الفرات وظلِّلتْ
- عليكم من الصَفصاف والنخل أظلال
- فانيَ من دمعٍ عليكم أُذيله
- شَروبٌ ومن سَوداءٍ قلبي أكّال
- لقد كان هذا القلب في القُرب مضغةً
- وها هو من بعد الأحبَّة أوصال
المزيد...
العصور الأدبيه